صدى الشعب – كتب محمد علي الزعبي
في قلب مشروع الدولة لتحديث الإدارة العامة، برز اسم معالي خير أبو صعيليك كأحد العقول الاقتصادية والسياسية التي لا تكتفي بوضع التصورات، بل تتقن تنفيذها بمنهجية وإرادة. فالرجل القادم من خبرات تشريعية واقتصادية عميقة، حمل على عاتقه في وزارة تطوير القطاع العام مهمة ليست سهلة، بل محورية: تحويل الجهاز الحكومي من بيروقراطية ثقيلة إلى إدارة مرنة وفعّالة وعصرية.
منذ تسلمه الحقيبة، لم يكن خير أبو صعيليك وزيرًا تقليديًا يردد الشعارات، بل جاء وفي ذهنه خريطة إصلاح حقيقية، تنطلق من إدراك دقيق لمواطن الخلل، وترتكز على أدوات تنفيذ قابلة للقياس والمساءلة. فقد عرف أن نجاح أي إصلاح اقتصادي أو سياسي لن يكتمل دون جهاز إداري كفؤ، مدرّب، ويعمل بروح الخدمة لا التسلط.
الرؤية التي قادها أبو صعيليك في تطوير القطاع العام تتقاطع مع التوجه الملكي في إعادة الاعتبار للإدارة العامة الأردنية، من خلال ، إعادة الهيكلة المؤسسية، تعزيز الكفاءة الوظيفية، تطوير التشريعات المرتبطة بالأداء والحوكمة،وإدخال الأدوات الرقمية كعنصر فاعل في تحسين الخدمات الحكومية.
ولأن أبو صعيليك خبير في الاقتصاد والسياسات العامة، فإنه يدرك تمامًا أن الإصلاح الإداري ليس مجرد ترف تنظيمي، بل هو ضرورة وطنية لإنجاح الرؤية الاقتصادية والسياسية للدولة.
تجربته في مجلس النواب، وعلاقاته مع مختلف مؤسسات الدولة، شكّلت له أرضية صلبة لفهم التحديات الحقيقية من الميدان، لا من خلف المكاتب. ولهذا، كانت خطواته محسوبة، لا استعراضية؛ تراعي المصلحة العامة وتخدم الثقة المؤسسية التي يسعى الأردنيون لاستعادتها مع القطاع العام.
إن خير أبو صعيليك يمثل اليوم مدرسة جديدة في العمل الوزاري، تجمع بين الانضباط التنفيذي، والعمق الفني، والرؤية الاستراتيجية، ويشكل وجوده في هذا الموقع أحد أبرز عناصر الجدية في تنفيذ مشروع تحديث القطاع العام، كأحد أعمدة الدولة الحديثة.
