كتب. ينال البرماوي
تؤكد المؤشرات الاقتصادية المتحققة خلال العام الماضي والربع الأول من 2023 أن الاقتصاد الوطني دخل فعليا مرحلة التعافي الاقتصادي من اثار جائحة كورونا وتداعياتها والاضطرابات الاقليمية والدولية وأسعار النفط والتي أثرت على الاقتصادي العالمي وحدت من نسب النمو وتباطئها وارتفاع قياسي في معدلات الفقر والبطالة
الناتج المحلي الاجمالي وبحسب بيانات دائرة الاحصاءات العامة نما العام الماضي باسعار السوق الثابتة بما نسبته 2.5 ٪ مقارنة مع العام 2021 مدفوعا بتحسن أداء العديد من القطاعات بنسب متفاوتة وتقاسمت الزيادة الأنشطة الزراعية والصناعية والانشاءات والتجارة والسياحة والعقارات والخدمات الأساسية المرتبطة بها
البنك المركزي دلل على تحسن الأداء الاقتصادي بعدد من المؤشرات المتحققة ومن أبرزها ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية الى 16.7 مليار دولار و الودائع لدى البنوك التي سجلت ارتفاعا سنويا في نهاية شهر كانون ثاني 2023 نسبته 6.1 ٪ أو ما مقداره 2.4 مليار دينار لتصل إلى 42.0 مليار دينار
الدخل السياحي زاد عام 2022 عن مستوياته المتحققة قبل الجائحة ليتجاوز 4.1 مليار دينار وواصل أداءه القوي خلال الشهرين الأوليين من عام 2023 مسجلاً نموا نسبته 122.7 ٪ بالمقارنة مع ذات الفترة من عام 2022.وبعض المواقع مثل البتراء سجلت اقبالا غير مسبوق والأفواج السياحية في ازدياد
الصادرات الوطنية السلعية ارتفعت بنسبة غير مسبوقة ايضا بلغت 33.8 ٪ في عام 2022 وواصلت مستويات الصعود خلال العام الحالي والاستراتيجية الوطنية للتصدير تستهدف تعظيم الاستفادة من الأسواق الخارجية واستغلال الفرص التصديري غير المستغلة
تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى الأردن بحسب البنك المركزي بلغت عام 2022 إلى 1.1 مليار دولار بنمو نسبته 83.0 ٪ عما حققه خلال عام 2021 متجاوزا التوقعات
كما حققت القطاعات المالية والشركات نتائجا مالية ملموسة العام الماضي وحافظت تحويلات الأردنيين العاملين في الخارج على مستوياتها
ما سبق يعني أننا أمام معطيات حقيقية على أرض الواقع وليس مجرد توقعات أو أرقام صماء وشكلية وانعكاساتها بدت واضحة من خلال ارتفاع فرص التي استحدثها الأقتصاد الوطني العام الماضي ويعزز ذلك ارتفاع أعداد المسجلين في الضمان الاجتماعي بشكل كبير وتجاوز بعض الشركات الخسائر الى الأرباح
ولكن البعض ما زال يتعامل بسوداوية تجاه الاقتصاد الأردني ويحاول التقليل من امكانية خروجه من الصعوبات التي يعاني منها ولم تغادر الأذهان « عنق الزجاجة» والبعض ينطلق من فرضيات سلبية وغير واقعية