الدكتور جيبريسوس يدعو للوقاية من السمنة وإدارتها منذ الحياة المبكرة
الأخصائي الأشقر: تحسن الصحة المستدام يتأتى بالتركيز على التغذية السليمة والالتزام بنمط حياة صحي
صدى الشعب – رغد الدحمس
أكد خبراء، أن السمنة ليست مجرد مشكلة تتعلق بالمظهر الجمالي، ولكنها مرض مزمن ومعقد ومشكلة طبية يمكن أن تزيد من عوامل خطر الإصابة بكثير من الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى، والتي قد تتضمن أمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليستيرول وأمراض الكبد وانقطاع النفس النومي وبعض أنواع السرطان.
وقالوا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السمنة الذي يصادف الرابع من آذار، إن الاعتراف بالسمنة كمرض من شأنه أن يساعد بالتقليل من الاثار السلبية التي يمكن ان يعاني منها الكثيرون من المصابين بالسمنة، مما يشجعهم على الحصول على المساعدة الطبية وبالتالي فتح المجال امامهم للوصل إلى الأسباب وراء السمنة المفرطة والوقاية من السمنة وإدارتها، خاصة منذ الحياة المبكرة ما يجعل النتائج ايجابية وملحوظة.
ويحتفي العالم باليوم العالمي لمكافحة السمنة في الرابع من شهر آذار من كل عام 2020، حيث كان يحتفى به قبل ذلك في 11 أكتوبر من كل عام ، وقد تم تغيير الموعد من قبل الاتحاد العالمي للسمنة لتوحيد موعد الاحتفاء به عالمياً لتسليط الضوء أكثر على الحد من السمنة.
كما يهدف اليوم العالمي لمكافحة السمنة إلى تعزيز الحلول العملية لإنهاء أزمة السمنة العالمية ودفع الجهود العالمية للحد من السمنة والوقاية منها وعلاجها وقد تم عقد اليوم العالمي لمكافحة السمنة لأول مرة عام 2015.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، إن دراسة جديدة نشرتها مجلة لانسيت أظهرت، أنه في عام 2022، يعاني أكثر من مليار شخص في العالم من السمنة، وفي جميع أنحاء العالم تضاعفت معدلات السمنة بين البالغين أكثر من الضعف منذ عام 1990، وتضاعفت 4 مرات بين الأطفال والمراهقين من سن 5 إلى 19 سنة، وحيث تظهر البيانات أن 43% من البالغين كانوا يعانون من زيادة الوزن في عام 2022.
وتظهر الدراسة أيضًا، أنه على الرغم من انخفاض معدلات نقص التغذية، إلا أنها لا تزال تشكل تحديًا للصحة العامة في العديد من الأماكن، لا سيما في جنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وكانت البلدان التي لديها أعلى معدلات مجتمعة لنقص الوزن والسمنة في عام 2022 هي الدول الجزرية في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي وتلك الموجودة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويشمل سوء التغذية، بجميع أشكاله، نقص التغذية (الهزال، التقزم، نقص الوزن)، عدم كفاية الفيتامينات أو المعادن، زيادة الوزن والسمنة.
ونقص التغذية مسؤول عن نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة، ويمكن أن تسبب السمنة أمراضاً غير معدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان.
كما ساهمت منظمة الصحة العالمية في جمع البيانات وتحليلها في هذه الدراسة، ويتم الآن أيضًا نشر مجموعة البيانات الكاملة من خلال المرصد الصحي العالمي.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “تسلط هذه الدراسة الجديدة الضوء على أهمية الوقاية من السمنة وإدارتها منذ الحياة المبكرة وحتى مرحلة البلوغ، من خلال النظام الغذائي والنشاط البدني والرعاية الكافية، حسب الحاجة”.
وأضاف، أن العودة إلى المسار الصحيح لتحقيق الأهداف العالمية للحد من السمنة ستتطلب عمل الحكومات والمجتمعات، بدعم من السياسات القائمة على الأدلة من منظمة الصحة العالمية ووكالات الصحة العامة الوطنية. والأهم من ذلك، أن ذلك يتطلب تعاون القطاع الخاص، الذي يجب أن يكون مسؤولاً عن الآثار الصحية لمنتجاته.
السمنة مرض مزمن معقد، والأسباب مفهومة جيدا، وكذلك التدخلات اللازمة لاحتواء الأزمة، والتي تدعمها أدلة قوية، ومع ذلك، لم يتم تنفيذها، وفي جمعية الصحة العالمية في عام 2022، اعتمدت الدول الأعضاء خطة منظمة الصحة العالمية للتسريع لوقف السمنة، والتي تدعم العمل على مستوى الدولة حتى عام 2030. وحتى الآن، تقود 31 حكومة الآن الطريق للحد من وباء السمنة من خلال تنفيذ الخطة.
بدوره، أكد أخصائي التغذية محمد الأشقر، اهمية وضرورة التوعية بمخاطر زيادة الوزن للأطفال والمراهقين، لافتاً إلى أن تأثير هذه الزيادة لا يقتصر على الأمراض المباشرة فقط، بل يمتد للتأثير على الأمراض الثانوية، مثل ارتفاع الضغط والسكري، فضلاً عن التأثير على مشاكل العظام والمفاصل.
وشدد الأشقر على توجيه جهود التوعوية عبر نشرات تثقيفية والتفاعل مع المدارس لنشر مفهوم صحي عن فوائد فقدان الوزن. كما يمكن أن يكون اليوم العالمي للصحة فرصة لزيادة الوعي، مع التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي وفيسبوك للتواصل مع فئة الأطفال والمراهقين.
وأضاف الاشقر، أنه يُشجع على تحفيزهم بشكل إيجابي، مشيرًا إلى أهمية الالتزام بنمط حياة صحي، مع التركيز على التغذية السليمة وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتذكيرهم بأن تحسين الصحة ينعكس إيجابيًا على الجسم والعقل، مع التوجيه بعيدًا عن الأطعمة غير الصحية.
ونوهه الاشقر إلى أهمية شرب الماء بكميات كافية وتجنب الطعام الضار، مع تخصيص وقت لممارسة رياضة المشي بانتظام، بهذه الطريقة، يُأمل في تحقيق تحسن مستدام في الصحة على المدى الطويل.