كتب. فايز الشاقلدي
لنعود 23 عاماً للوراء ، 15 يناير (كانون الثاني) 1999م. إقليم كوسوفو ، ربما الاغلب لم يسمع بجمهورية كوسوفو ؟ والصورة التي حدثت في هذا الاقليم ! 45 شابًا من العرق الألباني السائد في كوسوفو، يُعثر عليهم مقتولين بصورة وحشية في قرية راجاك جنوب الإقليم، بينما تشير أصابع الاتهام إلى قوى الأمن الصربية التي كانت تشن منذ شهور حملة من القمع الدموي في الإقليم الذي تعالت فيه الأصوات المطالبة بالاستقلال عن صربيا، وتحولت منذ العام السابق إلى حرب عصابات مفتوحة ضد السلطات الصربية في كوسوفو، يتزعمها تنظيم مقاوم مسلح هو جيش تحرير كوسوفو.
لمحة تاريخية
ظلت كوسوفو خاضعة للحكم التركي طيلة خمسة قرون منذ أن فتحها السلطان العثماني مراد الأول عام 1389 حتى هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى. بدأت صربيا السيطرة على إقليم كوسوفو عام 1912 وبعد سلسلة من المؤتمرات الدولية أهمها سان ستيفانو، وبرلين، ولندن، وباريس آل الإقليم رسميا في نهاية المطاف إلى صربيا وأصبح جزءا منها.
خضعت كوسوفو في الحرب العالمية الثانية لألبانيا التي كانت خاضعة بدورها لإيطاليا.
بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا في عام 1946 ضم إقليم كوسوفو إلى يوغوسلافيا الاتحادية وفي عهد الرئيس جوزيف بروز تيتو ووفق دستور 1947 عاشت كوسوفو حكما ذاتيا ضمن إطار اتحاد الجمهوريات اليوغسلافية إلى أواخر السبعينيات من القرن العشرين.
تعود جذور الصراع الحديث بين ألبانيا وصربيا إلى ترحيل الألبان في عام 1877 و1878 من المناطق التي دمجت ضمن إمارة صربيا. استقر الألبان المرحلون في كوسوفو ووقعت هجمات على الصرب أثناء الحرب الصربية العثمانية خلال العامين 1876 و1878 ووقعت في عام 1901 مذابح صرب كوسوفو.
تبلغ مساحة كوسوفو 10,887 كيلومتر مربع (4,203 ميل2)، وهي دولة غير ساحلية تقع في وسط منطقة البلقان وتحدها جمهورية مقدونيا الشمالية من الجنوب الشرقي وصربيا من الشمال الشرقي والجبل الاسود من الشمال الغربي وألبانيا من الجنوب. تمتلك كوسوفو مناظر طبيعية مُتنوعة من حيث الحجم وتختلف من حيث المناخ . تُغطي كوسوفو العديد من السهول والحقول الشاسعة خصوصا في منطقة ميتوهيا ، إضافة إلى سلاسل جبال الالب الالبانية وجبال شار التي تتواجد في الجنوب الغربي والجنوب الشرقي على التوالي.
حرب كوسوفو
نزاع مسلح دارت أطواره في كوسوفو استمر من 28 فبراير 1998 حتى 11 يونيو 1999. واجهت في هذه الحرب قوات جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (تألفت من جمهوريتي الجبل الأسود وصربيا)، التي سيطرت على كوسوفو قبل الحرب، جماعة متمردة ألبانية كوسوفية معروفة باسم جيش تحرير كوسوفو، مع الدعم الجوي من منظمة حلف الشمال الاطلسي (الناتو) ابتداء من 24 مارس 1999، والدعم البري من الجيش الألباني.
تأسس جيش تحرير كوسوفو في 1991، وبدأت أول حملة له في عام 1995 عندما أطلق هجمات استهدفت محاكم صربية في كوسوفو، وفي يونيو 1996، أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن أعمال التخريب التي استهدفت مراكز الشرطة في كوسوفو.
في عام 1997، اكتسبت المنظمة كميات كبيرة من الأسلحة من خلال تهريب السلاح من ألبانيا، بعد الحرب الأهلية التي شهدتها ونهب كميات ضخمة من الأسلحة في البلاد من مواقع الشرطة والجيش. في عام 1998، استهدفت هجمات جيش تحرير كوسوفو السلطات اليوغسلافية في كوسوفو ونتج عنها زيادة وجود القوات شبه العسكرية والنظامية الصربية التي بدأت لاحقا حملة انتقامية استهدفت المتعاطفين مع جيش تحرير كوسوفو والخصوم السياسيين وأدت إلى مقتل ما بين 1.500 و 2.000 مدني ومقاتل تابع لجيش تحرير كوسوفو.بعد فشل محاولات الحل الدبلوماسي، تدخل الناتو ، وبرر حملته في كوسوفو على أنها «حرب إنسانية».[6] عجل هذا بالقيام بطرد الالبان الكوسوفيين كما واصلت القوات اليوغوسلافية القتال خلال القصف الجوي ليوغسلافية (مارس – يونيو 1999).
وفي عام 2000، كشفت التحقيقات أنه قتل ما يقرب ثلاثة آلاف ضحية من جميع الأعراق في هذه الحملة،[9] وفي عام 2001، وجدت المحكمة العليا لإدارة الامم المتحدة في كوسوفو، أنه كان هناك «حملة إرهاب منهجية، بما في ذلك القتل والاغتصاب و التخريب والتدمير .
انتهت الحرب بمعاهدة كومانوفو، حيث وافقت القوات اليوغوسلافية على الانسحاب من كوسوفو لترك الطريق مفتوحا أمام الوجود الدولي بها. وحل جيش تحرير كوسوفو بعد فترة وجيزة من نهاية هذه الحرب، وذهب بعض أعضائه إلى القتال مع جيش تحرير بريسيفو، ميدفيدا وبويانوفاك في وادي بريسيفو .
خلفية الصراع
تعود جذور الصراع الحديث بين ألبانيا وصربيا إلى ترحيل الألبان في عام 1877 و1878 من المناطق التي دمجت ضمن إمارة صربيا استقر الألبان المرحلون في كوسوفو ووقعت هجمات على الصرب أثناء الحرب الصريبية العثمانية خلال العامين 1876 و1878 ووقعت في عام 1901 مذابح صرب كوسوفو.
اشتعلت التوترات بين الجماعات الصربية والألبانية في كوسوفو خلال القرن العشرين وتحولت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف كبرى، لا سيما خلال حرب البلقان الاولى (1912-1913) والحرب العالمية الاولى (1914-1918) والحرب العالمية الثانية (1939-1945). دفعت الثورة الألبانية في كوسوفو عام 1912 إلى موافقة الإمبراطورية العثمانية على إقامة شبه دولة ألبانية غير أنه سرعان ما طُردت القوات العثمانية من قبل القوات الانتهازية البلغارية والصربية وقوات مونتينيغرو. وقعت مذابح الألبان خلال حروب البلقان التي أعقبت ذلك.