الرحاحله لـ”صدى الشعب”، الأراضي الرطبة تواجه تحديات أبرزها التغيرات المناخية وانحسار المسطحات المائية
صدى الشعب – سيف الدين القومان –
اختتمت الثلاثاء، أعمال الورشة الإقليمية لتقييم حالة الأراضي الرطبة الساحلية في شبه الجزيرة العربية، والتي نظمتها بيردلايف إنترناشونال- الشرق الأوسط بالشراكة مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وبمشاركة خبراء وممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي واليمن والعراق والأردن، ومنظمات دولية وإقليمية متخصصة بحماية البيئة.
جلسات الورشة: نقاشات وحلول مشتركة
توزعت أعمال الورشة على عدة جلسات، بدأت بـ “جلسة نقاشية مفتوحة” حول الفجوات المعلوماتية والتحليلية المتعلقة بالأراضي الرطبة الساحلية، ما أتاح للمشاركين فرصة استعراض التحديات والفرص المتاحة في مناطقهم.
أما “الجلسة الثانية”، فكانت عبارة عن مجموعات عمل مكثفة ركزت على تطوير خطة عمل مشتركة، وناقشت المجموعات مكونات هذه الخطة مع الأخذ في الاعتبار خصوصية كل منطقة والتحديات التي تواجهها.
وفي “الجلسة الختامية”، تم مناقشة آليات دعم وتبني الحكومات لنتائج التقرير العام “تقييم حالة الأراضي الرطبة الساحلية في شبه الجزيرة العربية”، بالإضافة إلى الاتفاق على الخطوات التالية لمتابعة إنفاذ التوصيات والمخرجات على المستوى الوطني، واختُتمت الورشة بتوزيع شهادات المشاركة على الحضور.
تحديات عالمية وحلول إقليمية
وقال مدير مرصد طيور العقبة واخصائي تغير المناخ في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة فراس الرحاحله في حديثه لـ”صدى الشعب”، إن الأراضي الرطبة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها التغيرات المناخية التي تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة وانحسار المسطحات المائية.
ولفت إلى أن هذا الانحسار يحدث بسبب زيادة نسبة التبخر ونقص معدلات هطول الأمطار في المنطقة.
وأكد الرحاحله، أن هذه العوامل تجعل التحدي ليس مقتصرًا على دولة واحدة، بل يصبح واسع النطاق على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرًا إلى أن وجود تحديات مختلفة يعكس تأثيرات متنوعة على واقع كل منطقة رطبة.
ورش العمل: ضرورة لمواجهة التحديات المشتركة
وأشار الرحاحله، إلى أن المؤسسات والدول تتخذ إجراءات للتخفيف من هذه الآثار ومحاولة التكيف معها، بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بيئات الأراضي الرطبة.
وأضاف، أن أهمية عقد ورش عمل كهذه تكمن في أنها تتيح فرصة لتعريف كل دولة بالإجراءات التي تتخذها الدول الأخرى، وهذا يعود بالنفع بشكل إيجابي على مناطقهم. كما أوضح أن التعلم من الممارسات المتبعة للحد من تدهور البيئات الرطبة وتوسيع نطاق المنفعة ليشمل الإقليم بأكمله بدلًا من أن تكون مقتصرة على دولة واحدة.
التلوث وسبل الحماية المستقبلية
وقال الرحاحله، إن العالم يواجه تحديات أخرى غير التغيرات المناخية، مثل التلوث، لافتًا إلى أن بعض المناطق الرطبة في المنطقة العربية تقع على مسارات السفن الناقلة للنفط، مما يجعل أي عملية تلوث بالنفط تشكل مأساة كبيرة ومشكلة جسيمة.
وأعرب الرحاحله عن أمله في أن تساهم هذه الورشة في مساعدة مختلف الجهات المشاركة على تقييم حالة الأراضي الرطبة لديها، إذ توقع أن يتم خلالها إطلاع المشاركين على آخر العمليات التقييمية التي تمت لهذه المناطق. وشدد على أن تحديث هذه التقييمات من شأنه إيجاد وسائل حماية جديدة وطرق مناسبة، ورفع كفاءة الحماية للأراضي الرطبة بشكل عام.
