صدى الشعب – كتب علي سلامة الخالدي
تناولَ خطابُ جلالةِ الملكِ في الجمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدةِ الصراعاتِ الإقليميةِ، والاضطراباتِ العالميةِ، والأزماتِ الإنسانيةِ، حذَّرَ من ضربِ شرعيةِ الأممِ المتحدةِ، وعجزها عن وصولها للفلسطينيين، الذينَ يتضورون جوعاً، وأكَّدَ أنَّ الثقة بالمبادئ والقيم بدأت بالانهيارِ، وباتت القوةُ فوقَ القانونِ، وأصبحت حقوقُ الإنسانِ انتقائية، وأنَّ حجمَ الفظائعِ في غزة لا يمكنُ تبريره، وأشارَ إلى الانتهاكات الصارخة للوضع التاريخيِّ والقانونيِّ في القدسِ الشريف، واستنكرَ الترويجَ لفكرةِ الوطنِ البديل، التي تعتبر خرافةً تعشعشُ في عقولِ المتطرفينَ «ولن تحدُثَ أبداً»، وأكَّدَ أن الظلمَ والاحتلالَ والاضطهادَ لا يُمكنَ أن يستمر.
وبذلكَ قطَعَ جلالةُ الملكِ قولَ كُلِّ خطيبٍ، وضعَ النقاطَ فوقَ الحروفِ، وأثبتَ أنَّ الأردنَّ يَعتبر أنَّ القضية الفلسطينيةَ قضيتهُ المركزيةُ الأولى، لأسبابٍ وطنيةٍ وقوميةٍ وتاريخيةٍ ودينيةٍ وجغرافيةٍ وديموغرافيةٍ، وإنَّ موقفَ الأردنّ الرسميُّ والشعبيُّ ينتصرُ للحقِّ الفلسطينيُّ.
كانَ خطاباً تاريخياً وطنياً شُجاعاً بليغاً شاملاً حاسماً حكيماً، كلنا ثقةٌ بالدولةِ الأردنية وخياراتُها، أمَّا ناكرو الجميل إذا توفَّرَ البديلُ فليذهبوا إلى مزبلة التاريخِ، هؤلاءِ بلا ضميرٍ ولا قِيمٍ ولا مبادئ، اليوم أولوياتنا هي دعمُ الأشقَّاء، والحفاظِ على الأمنِ الوطنيِّ، والحفاظِ على الاستقرارِ الاجتماعيِّ والسياسيِّ، والالتفافِ حولَ رايةِ الوطنِ وقائدِ الوطنِ، وخلفَ القواتِ المسلحة والأجهزةِ الأمنيةِ.