عثر فريق من الغواصين البولنديين، على حطام السفينة البخارية الألمانية “كارلسروه”، التي تعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية، إلا أن المفاجأة كانت بأنها سليمة تماما تقريبا.
وكانت الطائرات السوفيتية قد قصفت السفينة وأغرقتها في بحر البلطيق في أبريل 1945، مما أدى إلى وفاة مئات المدنيين والعسكريين.
وقال فريق “بالتيتك” الذي يضم 10 أشخاص، إن الحطام يقبع على عمق 88 مترا تحت سطح الماء، على بعد عشرات الكيلومترات شمال منتجع أوستكا البولندي الساحلي.
وأضاف الفريق أنه عثر داخل الحطام على مركبات عسكرية وأدوات مائدة وصناديق مغلقة في أحد عنابر السفينة، وكلها بحالة جيدة.
ونشرت مجموعة “بالتيتك” على صفحتها في فيسبوك صورا التقطت تحت الماء لما تبدو كمركبة عسكرية بحالة جيدة، معلقة عليها بالقول: “يبدو أننا بعد أشهر من البحث، عثرنا أخيرا على حطام الباخرة كارلسروه”.
وأوضح الغواصون أنهم اطلعوا على وثائق قوات الحلفاء والوثائق الألمانية التي تسرد بالتفصيل مصير الباخرة، لافتين إلى أنهم قضوا أكثر من سنة في مهمة البحث عنها، إيمانا منهم بأنها واحدة من “أكثر القصص إثارة للاهتمام التي لم يزح عنها الستار بعد في قاع بحر البلطيق”.
وتقول الوثائق إن كارلسروه بنيت عام 1905، في حوض سفن سيبيك في بريمرهافن، وفق ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
ومع اقتراب الحرب العالمية الثانية من نهايتها، تم ضم الباخرة للعملية “هانيبال”، التي أجلت القوات الألمانية والنازية من منطقة كونيغسبرغ في روسيا الشرقية، مع تقدم الجيش الأحمر السوفيتي وسيطرته على المدينة.
وفي الحادي عشر من أبريل، غادرت الباخرة مرفأ بيلاو، الذي أصبح اسمه الآن مرفأ بالتيسك في روسيا، وعلى متنها 150 من عناصر فوج هيرمان غورينغ، و25 من عمال السكك الحديد، و888 مدنيا من بينهم أطفال، إضافة إلى مئات الأطنان من البضائع.
وفي اليوم التالي، في ميناء هيل، انضمت الباخرة لقافلة متجهة إلى ميناء شواينمونده الألماني- المعروف الآن باسم ميناء “اشوينواويشتشه ” في بولندا.
وفي صباح الثالث عشر من أبريل عام 1945، رصدت الطائرات السوفيتية الباخرة الألمانية وقصفتها لتغرق في غضون ثلاث دقائق.
وتمكنت القافلة من إنقاذ نحو 113 من ركابها، من بين 1083 شخصا كانوا على متنها، بحسب برقية ألمانية اعترضتها بريطانيا، مدرجة في الوثائق النازية البحرية وشهادات الناجين المحفوظة في سجل المحفوظات الألمانية.