استطاعت الكمامة التي ارتداها الطلبة في أول أيام الدوام بعد غياب أشهر عدة بسبب جائحة كورونا، أن تخفي ابتساماتهم وضحكاتهم المرسومة على شفاههم فرحا بعودتهم إلى أدراجهم الدراسية، لكنها أخفقت في إخفاء هذه السعادة بين عيونهم البريئة.
اليوم الثلاثاء، التحق مليونان و145 ألف طالب وطالبة من مختلف مناطق المملكة بمقاعد الدراسة داخل أسوار المدارس للعام الدراسي 2020/2021، بعد غياب استمر 6 أشهر جراء جائحة كورونا.
طالبات مدرسة سكينة بنت الحسين الثانوية في العاصمة عمّان، عبّرن في أحاديثهن لوكالة الأنباء الأرنية (بترا)، عن مدى سعادتهن التي شاركنها المعلمات بالعودة إلى مقاعد الدراسة، مُبديات أملهن بعودة مستمرة لا انقطاع لها بفعل عبثي أو استهتار بإجراءات السلامة العامة.
وقالت مديرة المدرسة فاطمة النعيمات، “استقبلنا اليوم الأول من العام الدراسي الحالي، بعد غياب لمدة ستة أشهر جراء أزمة فيروس كورونا المستجد”.
وأوضحت النعيمات لـ(بترا)، أن إدارة المدرسة أعدت مسبقا لاستقبال الطالبات في يومهن الأول، من خلال لجان استقبال على أبواب المدرسة حتى وصول الطالبات للغرف الصفية، بهدف التأكد من تطبيق شروط السلامة العامة والالتزام بالبروتوكول الصحي المتبع.
وأشارت النعيمات إلى أن اليوم الأول اقتصر على طابور صباحي رمزي لشعبة واحدة، تضمن السلام الملكي وعرضا لأبرز الإجراءات الوقائية وتعليمات السلامة العامة، مبينة أن المدرسة استقبلت اليوم 450 طالبة من طالبات الصف الأول الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي، بعد إجراء تعقيم كامل لمبنى المدرسة ومختلف مرافقها الخارجية والداخلية.
وأكدت النعيمات حرص كادر المدرسة على تطبيق مختلف إجراءات الوقاية الصحية، المتمثلة بالتباعد الاجتماعي، والتزام الطالبات التام بارتداء الكمامات والقفازات، والتأكد من غسيل الأيدي وتعقيمها بشكل مستمر، والابتعاد عن استخدام أدوات الغير.
من جهتها، عبرت الطالبة آية العريان عن سعادتها بالعودة إلى مقاعد الدراسة ولقاء معلماتها وزميلاتها مجددًا، مؤكدة أنها تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة للوقاية من خطر الفيروس.
وأشارت الطالبة، وهي تتحدث على بعد مسافة متر مرتدية كمامتها وقفازاتها، إلى أن معلمات المدرسة استقبلن الطالبات بحفاوة على أبواب المدرسة، وتأكدن من مدى التزام الطالبات بإجراءات السلامة بارتداء الكمامات والكفوف.
وأبدت الطالبة أسماء حماسها بالعودة إلى المدرسة التي اعتبرتها الوسيلة الأفضل لتلقي تعليم نوعي، مشيرة إلى أن الأجواء المدرسية الواقعية في ظل حضور المعلمات والطالبات يعزز من التفاعل واكتساب العلم والمهارات، “ما يسهم في بناء مستقبلنا بشكل أفضل”، بحسب تعبيرها.
من جهته أعرب فايز مصطفى والد الطالبة لين، عن سعادته بعودة ابنته إلى المدرسة لتلقي التعليم بالطريقة الأفضل، مؤكدًا أهمية التعايش والعودة إلى الحياة بطبيعتها بحذّر والتزام الجميع، رغم المخاوف من تطورات الوضع الوبائي التي قد تنعكس على استمرار العملية التعلمية في المدارس بشكلها الطبيعي.
في حين تحدثت الطالبة سيدرا العرجا، عن الشعور الحماسي الذي ينتابها في أول يوم لها بالمدرسة، حيثُ ألتقت زميلاتها ومعلماتها، اللواتي شددّن على ضرورة التباعد الاجتماعي، وعدم استعارات الأدوات بين الطالبات اللواتي جرى فصلهن في شُعّب صفية بأقل عدد ممكن لا يتجاوز في حده الأعلى 25 طالبة.
ولفتت وهي ترتدي كمامة تخفي ابتسامتها، لكن فرحتها تظهر بوضوح في عيونها، إلى دور أسرتها في توفير مختلف وسائل الوقائية الصحية، وتوعيتها بمخاطر الفيروس التاجي، وأهمية التزامها بإرشادات المعلمات لاتباع طرق السلامة.
وتحدثن كل من الطالبات رغد أبو شيخة، ورؤى بشير، وهديل سعادة، عن تقاسم المسؤولية وتشاركها من ومع الجميع، وتطبيق مختلف التدابير الصحية، لتبقى أبواب المدارس مفتوحة دائما لتحقيق المستقبل الذي يطمحن إليه.
ووقفت معلمة اللغة الإنجليزية رجاء الخطيب إلى جانب زميلاتها مع الاحتفاظ بمسافة أمان، على أبواب المدرسة لاستقبال الطالبات والتأكد من التزامهن بمختلف التعليمات مع تزويدهن بالإرشادات الجديدة التي فرضتها أزمة كورونا.
وقالت الخطيب إنها عملت مع زميلاتها بروح الفريق الواحد عبر لجان متنوعة، للإشراف على تنظيف المدرسة وتزيينها لاستقبال الطالبات، إلى جانب تعليق لوحات تحذّيرية، وأخرى توعوية بمختلف مرافق المدرسة.
وأضافت إن المدرسة استقبلت الطالبات عبر قوائم تتضمن أسماءهن، ولا سيما الجدّد منهن، وارشادهن إلى الشعب الصفية بإشراف مربية صف لكل شُعّبة إضافة إلى معلمة ومساعدة لها.
(بترا)