صدى الشعب – أثار إنسحاب المُشرع المخضرم ورئيس مجلس النواب السابق عبد الكريم الدغمي المفاجىء من المواجهة الانتخابية تساؤلات في عدة اتجاه حول طبيعة تركيبة مجلس النواب المطلوبة في انتخابات 10 ايلول المقبلة اذا ما ابتعدت الشخصيات المحورية الخبيرة في عملية التشريع عن أجواء المواجهة الساخنة الحالية.
وكان الدغمي وهو قد إنضم الى حزب إرادة الوسطي قبل عدة اسابيع قد أعلن في بيان له أنه لن يخوض الانتخابات التشريعية علماً بأنه موجود ولاعب أساسي منذ التحول الديمقراطي في برلمان الأردن عام 1989.
و بدأت بعض التقارير تشير الى ان شخصيات بارزة أخرى في الحياة البرلمانية الأردنية تفكر أيضاً بالانسحاب من المواجهة الانتخابية.
و ثمة تقارير تتوقع انضمام برلمانيين اساسيين على الأقل في المرحلة السابقة الى طاقم وزاري يُطهى على نار هادئة والحديث هنا عن رئيس مجلس النواب سابقا والخبير القانوني عبد المنعم العودات و اللاعب الخبير الاقتصادي الأساسي الدكتور خير ابو صعليك .
ويعني غياب هذه الأسماء بأن الفرصة متاحة لوجوه و رموز جديدة في برلمان أيلول المقبل خصوصاً وأن الانتخابات في هذه النسخة تعقد على اساس التعديل القانوني الجديد الذي يضمن ثلث مقاعد البرلمان لهيئات حزبية مرخصة.
وهو وضع تشريعي جديد يعتبر المحطة الأولى الرئيسية في تنفيذ مضمون وثيقة رؤية التحديث للمنظومة السياسية في البلاد.
ولم يعرف بعد ما اذا كانت أسماء اخرى كبيرة من أقطاب العمل البرلماني في طريقها للانسحاب من المشهد لكن الدغمي قال إنه يريد أن يفسح المجال أمام قيادات جديدة باسم منطقته وقبيلته.
وهو أمر يعني بأن الحديث مبكرعن قيادات منتقاه او فرص مرسومة على قدر بعض القيادات بدون زحام من الحيتان الكبار أو الخبراء في برلمان عام 2024 أي برلمان تحديث المنظومة السياسية في البلاد .
وفي غضون ذلك يفترض و خلال اليومين المقبلين فقط ان تعلن الأحزاب السياسية الكبيرة عن قوائمها المرشحة للانتخابات في الدوائر العامة عن المقاعد الحزبية وفي الدوائر الانتخابيه الفرعية ايضا.
وهي قواعد خضعت للكثير من الهندسة والتجاذبات و النقاشات والحوارات خلف الكواليس حتى لا يؤدي الإعلان عنها الى مشكلات او انشقاقات اوانسحابات من الاحزاب السياسية .
ويبدو أن ساعات فقط تفصل الأحزاب السياسية الاردنية عن إحتمالات وسيناريوهات ردات الفعل او الهزات الإرتدادية الناتجة عن إعلان أسماء المرشحين والتي اصبحت اكثر استقرارا فيما تحصل تدخلات بالتأكيد في اطار هندسة المشهد لضخ روح جديدة ووجوه جديدة في حياة السلطة التشريعية الاردنية المقبلة.
ومن المرجح ان تجرى الانتخابات بدون تعقيدات وفي ظل مشاركة الحركة الاسلامية الاردنية بقرار من مجلس الشورى والترشيحات بخصوص طبيعة مرشحي التيار الاسلامي ترجح بأن رئاسة القائمة الانتخابية العامة قد يتم تداولها ما بين القطب البرلماني الاسلامي المستقل صالح العرموطي وما بين رئيس مجلس الشورى في جماعة الإخوان المسلمين الشيخ عبد الحميد الذنيبات.
ويتوقع أن يتقدم الإسلاميون بقائمة حزبية قوامها ١٢ شخصية على الأقل كما يتوقع ان يشاركوا في الانتخابات الفرعية بستة دوائر بالحد الادنى الامر الذي يوفر لهم الاساس و القاعدة لخطاب كتلة متوازنة في الانتخابات المقبلة وان كان الشيخ مراد العضايلة المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين قد أعلن مرتين على الأقل بأن التيار الاسلامي يريد المشاركة في الانتخابات ولا يسعى للمغالبة .
“رأي اليوم”