رئيس التحرير – خالد خازر الخريشا يكتب – نعم يا سادة مؤامرة تقسيم الاقصى مستمرة من قبل الصهاينة انتهاكات غير مسبوقة في الأقصى .. رقص وصلوات توراتية وشعارات عنصرية في ذكرى ما يسمى ” توحيد القدس”، صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكاتها في المدينة ألمحتلة حيث قاد وزراء في الحكومة الإسرائيلية أبرزهم وزير الامن القومي إيتمار بن غفير اقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى وسط حماية مشددة من شرطة ألاحتلال واعتداءات على حراس الأقصى والمصلين ، حيث شارك عشرات الآلاف من المستوطنين في “مسيرة الأعلام” التي اجتاحت أحياء القدس ألشرقية مرددين شعارات عنصرية منها “الموت للعرب” و”إحرقوا القرى الفلسطينية “.
في مشهد أثار كثيرا من الغضب والجدل نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية مقطع فيديو تم تصويره من داخل نفق ضخم محفور تحت المسجد الأقصى يمتد من منطقة سلوان وصولا إلى أسفل المسجد مباشرة وفي كلمته من داخل هذا النفق زعم نتنياهو أن “القدس ستظل العاصمة الأبدية لإسرائيل مؤكدا أنه سيدعو دول العالم للاعتراف بها ونقل سفاراتها إليها .
وقام مستوطنين برفع علم الاحتلال يرقصون ويغنون خلال اقتحام باحات المسجد الأقصى عند المنطقة الشرقية من ألأقصى وذلك تزامنا مع نشر شرطة الاحتلال حواجز حديدية في محيط باب العامود والبلدة القديمة للتضييق على المقدسيين وسط إجراءات عسكرية مشددة ، “مسيرة الأعلام” الاستفزازية انطلقت من ساحة البراق مرورًا بباب العامود وحي الواد داخل البلدة القديمة وهي مناطق مكتظة بالسكان ألفلسطينيين حيث نشرت قوات الاحتلال منذ اسبوع حواجز حديدية في محيط باب العامود، عند مدخل البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.
هذا مشهد يعكس حجم الانتهاك والعدوان الصارخ على المقدسات الإسلامية بحسب رواد العالم الافتراضي فقد شهد المسجد الاقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس المحتلة تصعيدا خطيرا من قبل مئات المستوطنين بحماية من قوات ألاحتلال وذلك تزامنا مع الذكرى 58 لإحتلال المدينة فقد اعتبر الكثيرون ظهور نتنياهو من داخل النفق محاولة لفرض واقع تهويدي جديد في ألقدس في ظل صمت عربي ودولي مُخجل.
وفي تناقض صارخ للحظة التاريخية تبدو منظمة التعاون الإسلامي التي ولدت من نار حريق الأقصى عام 1969، كأنها ابتلعها الصمت في أكثر اللحظات حرجا منذ تأسيسها كما تبدو الجامعة العربية كيانا يجتمع ويندد ويقرر على الورق بينما تظل غزة مسرحا مثاليا لحرب الابادة الجماعية وحرب الجوع والعطش ومنع المساعدات الانسانية.
وصدق من قال في لحظة خانقة من صمت عربي مريب وبين جدران الزمان التي أكلها التواطؤ اقتحم بن غفير ومن خلفه زمرة المستوطنين المتعطشين للخراب باحات المسجد الأقصى حفاة من الهيبة عراة من الشرعية مدججين بالكراهية يتقدمون كالأشباح على تراب طاهر عطرته جباه الساجدين كانت القدس في تلك الساعة تئن ترتجف كأم ترى ابنها يسحب من بين يديها إلى الذبح تصرخ ولا أحد يسمع تبكي ولا أحد يجيب.
هناك انحناء في المواقف وفي هذا المشهد المشوه تكتب الأرض تاريخا من نار تسأل السماء أين الأحرار أين من نذروا دماءهم للوطن لكن الجواب لا يأتي سوى من صيحات يتيمة في الأزقة ومن أعين تصلي في الخفاء ومن نبض فلسطيني عنيد يرفض أن يموت وما يزال الأقصى واقفا رغم الخذلان ينظر في وجوه الداخلين إليه بالقوة ويعلم كما تعلم القدس أن الليل مهما طال فلا بد للفجر أن يولد من رحم العتمة .