في معمعان غبار وسحابات وسعال وقحقحات وشردقات أجواء “التدخين الوطني”، يفرحنا ان ابناءنا المدخنين ليسوا الكثرة ولا الأغلبية !!
فنتائج المسح الوطني المُنفّذ عام 2019 من قبل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية؛ تشير إلى أن نسبة المدخنين بين الأردنيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-69 سنة بلغت 41 %.
فقط 41 % ممن هم في السن من 18 إلى 69 من أبناء شعبنا الحبيب يدخنون، أي أن 59 % ممن هم بين 18 إلى 69 من أبناء شعبنا الحبيب لا يدخنون.
صحيح ان نسبة المدخنين الأردنيين عالية، لكن نسبة غير المدخنين أعلى.
مؤكدٌ ان قرار ترك التدخين باليد، وأنه سهل، وأنه فعل إرادة لا يحتاج إلى تهيئة وتحضير والزام النفس بالأََيمان المغلظة.
كنت كتبت “ان ترك التدخين أسهل من شلح الجرابات”، منطلقاُ من تجربتي الشخصية عام 2002، ومن ومعرفتي بالعديد من حالات ترك التدخين حققها الأصدقاء.
ومعلوم ان التدخين عادة، وليس عبادة، وليس استعباداً، وليس عاهةً خلقية تولد مع الإنسان وتهيمن عليه.
والإنسان الذي تغلب على السرطان وقهره، قادر على دعس علبة السجائر بعقب حذائه، وقادر على قهر التدخين، الثابت انه أبرز مسببات السرطان ووفياته.
وبشأن التكلفة الاقتصادية للتدخين، حسب المسح مدار حديثنا، فقد بلغ متوسط إنفاق الأسرة على التبغ أو السجائر نحو 550 ديناراً سنوياً، فيما بلغت مستوردات الأردن من التبغ عام 2021 حوالي 50 مليون دينار.
معلوم أنه ينجم عن تعاطي التبغ، كلفة اقتصادية باهظة، تشمل تكاليف الرعاية الصحية العالية، الناجمة عن معالجة الأمراض التي يسبِّبها تعاطي التبغ، فضلاً عن فقدان رأس المال البشري، نتيجة الوفيات لأسباب تُعزى إلى التبغ. وتُعدّ جميع أشكال التبغ، الكتروني أو تقليدي ضارة.
يوم 31 أيار، هو اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، فالنشاطر بني البشر إقدامهم على ترك التدخين والامتناع عن تعاطيه.
وطبعا ننتظر أن تتعاظم الحملات الوطنية لمكافحة التدخين، كي نخفض نسبة ابنائنا المبتلين به، ونرفع نسبة ابنائنا الذين ملكوا إرادة تركه أو الامتناع عنه.
فالتدخين بلا يمين، هو إلقاء النفس في التهلكة بلا أدنى شفقة.