صدى الشعب – كتب كامل النصيرات
عشتُ في أواخر الثلث الثاني من رمضان أيّامًا قلقة.. كلّها بسبب مسلسل «تحت سابع أرض»؛ ليس لأن أحداث المسلسل تجعلك تحبس أنفاسك فقط؛ بل السبب الرئيس هو تعاطفي مع البطل؛ بل ليس تعاطفًا فقط؛ إنّما انجراف نحوه وخوف عليه من أن يلحق به أذى ولو صغير..!
البطل مزوِّر عملة وقائد عصابة وصانع جرائم كبيرة من قتل وضرب وأشياء أخرى..! لماذا أتعاطف معه..؟ لماذا أخاف عليه..؟ أي تناقض فكري حدث معي..؟! لذا عشتُ أيّامًا لا أسامح نفسي على هذا التعاطق التلقائي.. هذا عبث وجدانيّ موجّه ضدي..!
فجأة.. أجرت إحدى المحطّات الإخبارية الكبرى مقابلة مع مخرج المسلسل.. وفي آخر الأسئلة قالت المذيعة للمخرج: أريدك أن تطمئننا على البطل والبطلة؛ صحيح أنهم قاموا بأفعال إجرامية ولكننا حبّيناهم ولا نريد أن يجري لهم شيء.. !! آه.. لستُ وحدي.. أنا مع القطيع .. تكلّمت بلسان الكل.. كلّنا رأينا المجرم وشهدنا على أفعاله ولكننا لا نريد أن يمسّه سوء؛ فقط لأنه البطل..!
لن أغفر لنفسي تعاطفها مع الإجرام.. كادوا يمسحون دماغي ويضعون فيه قيمًا وأخلاقًا جديدة..!
ونسأل بعدها كيف يُصنع الطغاة؟
نواصل بعد عطلة العيد بإذن الله.. كل عام وأنتم بخير..