تعيش البشرية منذ عام ونيف اجواء فلم اشبه بالخيال العلمي غير مربوط بالسياق التاريخي للاحداث لكنة ما لبث ان اصبح حقيقية تعيش معنا وان كانت غالبية البشرية مازلت نرفض التعايش معها بينما يتعاطى معها بيت القرار في اغلب المجتمعات باعتبارها سحابة صيف عابرة للاجواء ستنتهي وتعود الحياة الى ما كانت عليه في السابق، وهي نظرية مستنسدة الى امال وتطلعات ولا تنستند الى دلائل وقرائن علمية، وهذا ما يمكن مشاهدته من خلال كيفية التعاطي مع كورونا واجوائها في الناحية الوقائية والجانب الصحي.
كورونا مجهولة النسب وذات التنشئة البيولوجية المبتكره مازلت تحمل نظما تشكل تقديرية وغير معرفة بالمعني الوقائي او واضحة بالطريقة التي يمكن التعاطي معها كونها مازالت مجهولة التكوين والتكون والشركات مازالت تقديم حلولا وقائية مرحلية او استطبابات تخفف من اعراض الاصابة لكن لا تقدم لها علاجات شافية الامر الذي جعل الرئيس الامريكي جو بايدن يصف حال البشرية للحد من الوباء بالطريق الطويل والمضني والذي بحاجة الى تكاتف وتعاضد من الكل البشرية يتعاطى مع المشهد دون مكابرة يقوم على رسم سياسة واحدة للبشرية تخدم المعنى المراد تحقيقه دونما تضليل لغايات التخدير الحركي للمجتمعات.
فالعالم يعيش حالة مخاض تم تصنيعها وصنعها بأياد تربط المجهول بالمعلوم وذلك وفق نماذج تصور بنظم الاستدلال البسيط وهذا ما جعل البشرية تنسج نماذج طبية وصحية وفق استراتيجيات عمل عسكرية تارة وتارة اخرى عن طريق تقديم فاكسين لا يحد من نقل العدوى يوقف انتشار لكنه يحد فقط من عميق تداعيات الاصابة ويخفف من اعراضها والغريب العجيب في المشهد العام ان مصانع الدواء لانتاج الفاكسين مازالت تقود المشهد العالمي وفق ضوابط اشغال وليس من خلال مسارات صالحة للتشغيل فهي تقوم بإدارة الازمة ولم تقم بوضع حلول علاجية لحالها بذا كان كل ما يجري فعله هو شراء الوقت والتخفيف من اعراض الاصابة الصحية بهدف التعايش مع الفايروس حتي يعتاد الجسم عليه باعتباره جزءا من البيئة الطبيعية لمناخات الكرة الارضية.
والى حين ايجاد العلاج الشافي والمطعوم الواقي، فان سؤالا يبرز في الاذهان مفاده يقول كيف ستتعامل البشرية مع هذا الظرف الاستثنائي مع هذا الوباء المستشري وهو السؤال الذي مازال يؤرق البعض في بيت القرار العالمي، هذا لان الغالبية العظمى لا تمتلك اجابات وهذا ما يجعل الغالبية العظمى من المجتمعات حائرة بكيفية بناء استراتيجات ذاتية صالحة للتعامل مع هذا المشهد العجيب، الذي بحاجة الى وضع خطة عمل يشارك بها الجميع من اجل الوصول للعلاج وفاكسين الوقائي في المقام الاول ومن اجل التعامل مع القضايا المعيشية واثار هذه الجائحة الاقتصادية جراء عمليات توقف المحركات التي طال امدها في المقام الثاني، ومن اجل تجسيد حالة وحدوية انسانية في المقام الثالث وهذا ما يجيب عن اسئلة العيشة والمعايشة والمستقبل المجهول وهو ما بحاجة الى مبادرة من البيت الابيض من اجل نظافة العالم من الوباء.