صدى الشعب – حالة من الهلع عاشها كوكب الأرض بجموع دوله بعد انتشار أنباء استهداف أكبر محطة نووية في أوروبا.
وأيقن الجميع أنه ليس بمأمن عن الخطر النووي، ألا أن النفوس هدأت قليلًا بعد إعلان السلطات الأوكرانية، الجمعة، إخماد حريق منشأة زاباروجيا النووية الواقعة في مدينة إنرهودار غربي أوكرانيا.
وفور الكشف عن الأضرار التي لحقت بمحطة الطاقة، أعرب المجتمع الأوروبي والدولي والإقليمي عن قلقهم إزاء تصعيد لغة الحوار الذي بإمكانه سحق الأخضر واليابس وتدمير القارة العجوز.
البحث عن دلائل
وقال الباحث السياسي، أديب السيد، إن المواطنين الروس اعتادوا على التقلبات الاقتصادية خلال الـ 15 عامًا الماضية؛ وأضاف السيد، خلال لقاء له بقناة الغد، اليوم الجمعة، ” كلما فرض الغرب عقوبات على روسيا لجأت روسيا للبحث عن البدائل”.
وأوضح أن الروس أبدعوا في تحقيق الإنتاج البديل للصناعات الغربية، كما أحدثوا طفرة في الصناعات التكنولوجية.
وأكد الباحث السياسي، أن الصين باتت تشكل خوط خليفة لروسيا، إذ أصبحت الجهة القادرة على سد متطلبات الاقتصاد الروسي إذا تطلبت الحاجة ماليًا وتكنلوجيًا وتكنلوجيًا وعسكريًا.
حلول دبلوماسية
وفي سياقٍ متصل، قال الدكتور يوسف بالفلاح، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس، إن الحرب الأوكرانية ستلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي؛ وأضاف أن روسيا اصطدمت بالصمود الأوكراني في الدافع على سيادة أراضيه، لا سيما مع التعاون الاستخباراتي الغربي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح بالفلاح، أن هناك تأخر في التقدم الروسي وعملياته على الأراضي الأوكرانية بنحو 5 أيام، مقارنة بما كان متوقع سابقًا، وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس، أن الحل في الأزمة القائمة لن يكون عسكريًا فحسب، بل ستتدخل السياسية والدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة.
وتابع، تلجأ روسيا إلى ورقة المفاوضات مع الجانب الأوكراني التي تلوح بها بين الحين والآخر على الرغم من أنها لم تحرز أي تقدم ملحوظ حتى هذه اللحظة، لكنها تظل ورقة ضغط في يد موسكو.
هلع دولي
ومن جانبها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الحريق لم يؤثر على المعدات الأساسية وأن المنظم النووي الأوكراني لم يبلغ عن أي تغيير في مستويات الإشعاع.
ووافقت الجمعية النووية الأمريكية على ذلك، قائلة إن مستويات الإشعاع الأخيرة ظلت ضمن مستويات الخلفية الطبيعية.
تجنب التصعيد
ومن جانبه، قال جاسون جاي سمارت، الباحث في الشأن السياسي، إن واشنطن تحاول أن تتجنب الحرب النووية مع روسيا.
وأضاف سمارت، أن الغرب يقدمون المساعدات لأوكرانيا في محاولة لتقويض التحركات العسكرية الروسية.
وأكد أن الحرب النووية محتملة، ويعمل الجميع على منع حدوثها لا سيما وأن السياسة الروسية التي يتبعها الرئيس فلاديمير تؤكد احتمالية اللجوء إلى أسلحة الدمار الشامل ” النووية”.
الناتو يحذر
وشدد أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج، على ضرورة انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، محذرا من تبعات الهجمات الروسية على أمن المنطقة.
وأكد أن الحلف مستعد للدفاع عن أي شبر من أراضي الدول الأعضاء، مشددا في الوقت عينه إلى أنه لم ولن يدخل في صراع أو حرب مع روسيا.
ومن جانبه، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الحرب فورا بدون شروط، محذرا من أن الأيام المقبلة قد تكون الأسوأ على أوكرانيا. وقال:” قلنا إن روسيا ستدفع ثمنا باهظا لهجومها هذا”.
وعلى الرغم من سيادة لغة التصعيد بين أطراف الأزمة، ألا أن الناتو لا يزال ملتزما بالإبقاء على خيار الدبلوماسية متاحا، مطالبا بوتين بالمشاركة في الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
تداعيات غير متوقعة
وفي الإطار ذاته، أكد ماجد كيالي، الباحث السياسي، ألا أحد بإمكانه توقع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف كيالي، أن الحرب لا تقتصر على أوكرانيا، وباتت طموحات بوتين تتوسع، الأمر الذي دفع ألمانيا إلى تزويد الموازنة العسكرية إلى 100 مليار دولار.
وأكد أن الخطر النووي يقترب لا سيما مع امتلاك روسيا لأكبر قدر من القنابل النووية توازي الولايات المتحدة الأمريكية.
وأفاد الناطق الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، بأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستستمر حتى تحقيق أهدافها المطلوبة.
وقال في حديثه للصحفيين “ليس الآن وقت الانقسام”، ردا على سؤال بشأن مناشدات أطلقتها شخصيات عامة لإنهاء العملية العسكرية، لافتا إلى أن “الآن وقت الوقوف صفا واحدا، الوقوف صفا واحدا خلف رئيسنا”.
وأكد بيسكوف عدم وجود أي خطط حاليا لإجراء محادثة هاتفية جديدة بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة فلاديمير بوتين وجو بايدن حول موضوع أوكرانيا.