صدى الشعب – نبه رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين جبر أبو فارس، إلى أن الدورة الحادية والعشرين من “معرض عمان الدولي للكتاب” مهددة بالإلغاء حتى الآن، بسبب عدم العثور على مكان ملائم لفعاليات المعرض الذي يقام سنويا في شهر أيلول.
وقال أبو فارس في حوار مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، “إن عقد المستثمر الذي كان يؤجرنا أراضي معرض عمان الدولي على طريق المطار انتهى، كما رفض صاحب قطعة الأرض الأصلي تأجير المكان لإقامة فعاليات المعرض”.
وبين أن الاتحاد بحاجة لأرض تبلغ مساحتها على الأقل 10 آلاف متر، لإقامة فعاليات المعرض عليها وتخصيص ألفي متر منها لاصطفاف السيارات، لافتا إلى أنه على الرغم من أن المساحة المطلوبة لإقامة المعرض أصغر، مقارنة بمعارض الكتاب التي تقام في الدول العربية، إلا أنها غير متوفرة في عمان للآن.
ودعا أبو فارس الجهات المعنية إلى توفير قطعة أرض كبيرة لتصبح موقعا معتمدا لإقامة المعارض المختلفة، باعتبارها حاجة ضرورية للدولة الأردنية.
ولفت إلى أنه خاطب وزيرة الثقافة هيفاء النجار لتحديد موعد لاتحاد الناشرين وطرح الإشكاليات التي تواجه الاتحاد، ومنها إقامة معرض الكتاب، والأمور المتعلقة بالاتحاد، ومنها إقامة معرض الكتاب”.
وأكد أن اتحاد الناشرين يبحث عن قطعة أرض مناسبة لإقامة معرض عمان الدولي للكتاب، مشيرا إلى وجود اتصالات تجري مع مالك قطعة أرض فارغة في محيط شارع الملكة رانيا العبدالله (الجامعة الأردنية)، وبانتظار الحصول على رد منه.
وقال رئيس الاتحاد: “بناء على مقابلة وزيرة الثقافة سنحدد بأي اتجاه سنسير، فهناك نية لمخاطبة أمانة عمان الكبرى لتخصيص قطعة أرض للمعرض، ومخاطبة الجامعة الأردنية لمحاولة استئجار ملعب كلية التربية الرياضية”.
وبين أبو فارس: “في حال لم تفلح جهودنا بتحديد مكان، سنضطر آسفين لإلغاء المعرض، خاصة أن الوقت يداهمنا، كما وصلتنا طلبات من عدة دول للمشاركة بالفعاليات، ولغاية الآن لم نرد عليها”.
على صعيد آخر، طالب أبو فارس وزارة الثقافة بإشراك إتحاد الناشرين في اللجنة العليا لاحتفالية “إربد العاصمة العربية للثقافة 2022″، منوها بالأثر الثقافي الذي يقدمه الاتحاد في كل الفعاليات.
وفي هذا الإطار قال: “نضع حاليا الآليات المناسبة لإقامة معرض كتاب محلي، ضمن الاحتفالية بمشاركة أردنية كبيرة ومتنوعة”.
وحول مشاركة اتحاد الناشرين في الدورة الماضية لـ”معرض القاهرة الدولي للكتاب”، نوه أبو فارس بحجم المشاركة الأردنية الكبيرة والتي بلغت 32 دار نشر في فعاليات المعرض بمختلف اختصاصاتها.
وقال: “حظيت معظم دور النشر بمشاركة موفقة في المعرض، وكان لافتا للانتباه حجم الاهتمام بالكتب العلمية والأكاديمية”.
وعن اختيار الأردن ليكون ضيف شرف الدورة المقبلة في معرض القاهرة، أشار أبو فارس إلى نية الاتحاد مخاطبة وزارتي الثقافة والسياحة والآثار، والتنسيق مع السفارة الأردنية في القاهرة، لإعداد برنامج ثقافي فني سياحي يعكس الصورة المشرقة للأردن.
وفي هذا الصدد قال: “حظينا بدعم معنوي من السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، الذي كان له دور كبير في اختيار الأردن ضيف شرف على المعرض، ووعدنا بتسهيل كافة المعيقات، لضمان مشاركة أردنية مميزة”.
من جهة أخرى، أشار أبو فارس إلى مشاركة 45 دار نشر أردنية ضمن فعاليات “معرض الدوحة للكتاب” بدورته الـ31، لافتا إلى أن “إعفاء إدارة المعرض لدور النشر من أجرة الأجنحة، كان له أثر إيجابي على جميع دور النشر العالمية المشاركة، كون هذا الدعم يخفف من آثار جائحة كورونا التي أصابت الجميع، ونتمنى أن تكون المشاركة الأردنية الحالية في “معرض مسقط للكتاب” والمشاركة المقبلة في “معرض أبوظبي للكتاب”، موفقة للناشرين الأردنيين، حيث يحظى الإنتاج المعرفي الأردني بالاهتمام في تلك المعارض”.
وكشف أبو فارس أن اتحاد الناشرين الأردنيين يخطط لمشروع رقمنة الكتاب رغم صعوبة ذلك دون دعم وزارتي الثقافة والاقتصاد الرقمي.
وأوضح أن “المنصة الإلكترونية للكتاب الرقمي مكلفة جدا، ولا يستطيع الاتحاد إطلاقها بجهده فقط”، داعيا وزارتي الثقافة والاقتصاد الرقمي إلى دعم المشروع الذي سيعود بالنفع على الكاتب والناشر والقارئ الأردني، خاصة في ظل توجه معظم القراء إلى قراءة الكتب بصيغة رقمية ومن مواقع الكتب المنتشرة على شبكة الإنترنت.
وأرجع أبو فارس احتلال الأردن موقعا متقدما للنشر ومحط استقطاب الكتاب العرب في السنوات الأخيرة، إلى اعتناء الناشر الأردني بالكتاب ومضمونه وطريقة إخراجه الفني ولغته ومراجعته الإملائية وجودة الطباعة وتسويق الكتاب والكاتب في معارض الكتب المنتشرة.
وتابع أن “كل ذلك مميزات تغري المؤلف العربي، ولدينا الكثير من الكتب الصادرة عن دور نشر أردنية، فازت بجوائز عربية كثيرة لمؤلفين أردنيين وعرب”.
وحول شكوى بعض الكتاب الأردنيين من تغول بعض أصحاب دور النشر عليهم، رأى أن “فئة قليلة من دور النشر قد تقوم بهذا الدور، لكن يجب أن ألفت النظر لأمر مهم، وهو أن على الكاتب والمؤلف أن ينتبه جيدا للعقد الذي يوقعه مع صاحب دار النشر، خاصة مع تغير سياسة النشر في العالم العربي، بسبب جائحة كورونا وسهولة تداول النسخ الإلكترونية، ما يؤدي إلى انخفاض في المبيعات”.ز