صدى الشعب – برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، نظمت وزارة الثقافة اليوم الثلاثاء ملتقى عمّان الثقافي السابع عشر تحت عنوان “الثقافة والمجتمع في المئوية الثانية” والذي انطلق في المركز الثقافي الملكي، وشارك فيه وزراء الثقافة السابقين الدكتور محمد أبو رمان، الدكتور باسم الطويسي، والوزير السابق سميح المعايطة، وعدد من الأساتذة والأكاديميين والخبراء المتخصصين في الثقافة وسط حضور كبير من الأدباء والكتاب ومؤسسات المجتمع المدني المعنيين بالثقافة.
تناول الملتقى أربعة محاور: الأول حمل عنوان “الثقافة الأردنية في عالم متغير”، قدمت وزيرة الثقافة هيفاء النجار ورقة حول “الثقافة الوطنية بين الثوابت والمتغيرات”، كما قدم د. إبراهيم بدران “ثقافتنا والعالم الرقمي.. الفرص والتحديات”، وقال: النظر إلى أن التحديات الثقافية التي تواجهنا في عالم رقمي متغير، مقدما تساؤلاته عن طريقة وإمكانية التخلص من السلبيات الثقافية، مؤكداً وجود تحد أساسٍ يجعل الثقافة محركا للتنمية الارتقاء والتقدم. فيما تناول د. حسين الخزاعي موضوع بعنوان “الثقافة والتعليم.. اتجاهات التغيير ومساراته”، مؤكدا أن الثقافة التي يجب أن نركز عليها، هي الثقافة الوطنية، وأن يكون المعلم والطالب في خندق التربية والثقافة الوطنية، لتعزيز الهوية الجامعة والانتماء للوطن ومؤسساته.
وأدار الجلسة الافتتاحية رمضان الرواشدة الذي أكد على الإنجازات التي حققتها وزارة الثقافة، مكرسة بعدها التنويري في رعاية الفكر والمعرفة، عبر إقامة 16 ملتقى إبداعيا سابقا في مجالات متعددة في شؤون المسرح والموسيقى والنقد التشكيلي. وقال: نحن في بداية المئوية الثانية من عمر دولتنا الأردنية، نناقش اليوم قضايا إبداعية في عالم متغير، يناقش القضايا المشتبكة مع الثقافة الأردنية والمجتمع، فنحن نعيش ثقافة عربية في الأردن”.
وناقش المحاضرون في المحور الثاني موضوع “الصناعات الإبداعية والاستثمار”، الإبداعي”، والتي أدارها الدكتور محمد أبو رمان وزير الثقافة الأسبق، وقال: إن “ملتقى عمان الثقافي” في دورته السابعة عشرة يطرح مواضيع في غاية الأهمية، تقتضي نقاشات وحوارات معمقة كونها تعكس الرؤى والأفكار تخص تقدم الدولة والمجتمع والفرد.
وافتتح الجلسة وزير الثقافة السابق د. باسم الطويسي، وقال: يجب إقرار قانون يحمي الصناعات الثقافية والإبداعية لحماية المبدع الأردني، لذا نحن بحاجة لتطوير نظام التعليم الوطني، مشيرا إلى أن عربة التنمية لا يمكن أن تسير دون وجود عجلة الثقافة، التي يجب أن تسير إلى جانب عجلات السياسة والاقتصاد والمجتمع، ولفت إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية في العالم وصلت عام 2009 إلى أكثر من 7 تريليون (ألف مليار) دولار من الناتج الإجمالي العالمي، واقترح تفعيل فكرة إنشاء مدارس للفنون في المحافظات، معتبرا أن الأردن خزان مليء بالمواهب التي تحتاج لصقل وتوجيه وإطلاق نحو الناس.
وفي مداخلته، بين د. عبد الله التميمي أن مفهوم الصناعات الثقافية ظهر في بريطانيا في التسعينيات، وهي تشمل كل مجالات الفنون. وأكد أن “للصناعات الثقافية علاقة بالاستثمار، وأكبر مثال على ذلك الفعاليات التي تقام مثل المهرجانات الفنية والملتقيات الأدبية وأسواق الحرف، وإن عمليات الاستثمار في هذه الصناعات تسمى الاقتصاد الإبداعي”.
أما المحور الثالث فتناول موضوع “الثقافة الوطنية وسياسات الدولة”، شارك فيه وزير التنمية السياسية موسى المعايطة ود. إبراهيم غرايبة، واختتم الملتقى بمناقشة محور “رسالة الدولة الثقافية.. أين الخلل وما المطلوب؟”، أدار هذا المحور هزاع البراري الأمين العام لوزارة الثقافة وشارك فيه كل من الكاتب والوزير الأسبق سميح معايطة ود. حسن مجذوب.