*مي ملكاوي
بسم الله الرحمـن الرحيـم قال الله تعالى : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران: 18). لقد جمع القرآن الكريم بين دفتيه الكثير من الآيات التي تحض على العلم والسعي له، والاستزادة منه، فالعلم ركيزة من ركائز الإيمان بالله تعالى، وكلَّما ازداد المسلم علمًا ازداد إيمانه، ونلاحظ من الآية الكريمة أن الله قرن أهل العلم به. إن ذكر الإيمان مع العلم يبين أن المعلم ذو رسالة، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير، حتى النملة في جحرها والحوت في البحر» فما أعظمها من ميزة امتاز بها المعلم بأن يدعو له الله وكل من في الكون.
إن مهنة المعلم من أعظم وأقدس المهن فهي جامعة بين التربية والتعليم وهي المرحلة الثانية ( بعد الاسرة) من مراحل حياة الفرد ولها دور كبير وفعّال في عملية التنشئة الاجتماعية جنباً إلى دور الأهل ولا ننسى أول معلم في البشرية نبينا الحبيب – عليه افضل الصلاة والسلام- الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور.
يحتفل الأردن في الخامس من تشرين الأول من كل عام بيوم المعلم وهو بكامل عزه وفخره بهذه الكوكبة المعطاءة الداعمة والبانية لشباب اليوم نحو مستقبل أكثر إشراقاً حيث يحظى المعلم بالرعاية الملكية السامية من قِبل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله من تقديم رؤى وتوجيهات التي يصبوان إليها في المجال التعليمي ويقدمان الدعم للتمكن من السير دون توقف ويرعيان نشاطات المعلمين ويقدمان العون والمساندة والتقدير في شتى المناسبات. للمعلم مكانة مميزة في المجتمع الاردني يُحبه ويحترمه الكبير والصغير ويُقدر الجميع رسالته العظيمة والسامية في تعليم الأجيال وتم تخصيص هذا اليوم للاحتفال به وبإنجازاته التي حققها في تأهيل هذه الأجيال لتكون قادرة على النهوض ببلادها وتزيد من ازدهارها وفي الحقيقة إن شكر وتقدير المعلم لا يتوقف عند هذا اليوم بل يحب أن يكون كل يوم لان رسالته متجددة يومياً ودوره المحوري فعال في كافة الأوقات والظروف ولا سيما ظرف جائحة كورونا الذي عاصرناه منذ شهر آذار /2020 حتى الآن فلم يكن التعليم عن بُعد سهلاً لاننا ( المعلمين والاهالي والطلبة) اعتادنا التعليم الوجاهي وبالرغم من صعوباته لم يستسلم المعلمون وبذلوا قصارى جهدهم للتأكد من حصول طلابهم على التعليم الذي يحتاجونه في مختلف المراحل وبافضل الطرق لسد الثغرات التعليمية، ف بقدرتهم وكفاءتهم العالية ومواجهتهم للتحديات والصعوبات بوجود هذه الظروف الاستثنائية سطروا قصص نجاح ساهمت بالحفاظ على ديمومة العملية التعليمية دون توقف. وما قدموه خلال هذه الفترة ( فترة كورونا) والفترات الماضية تؤكد لنا بأن كلمة “شكراً” لا تُفيهم حقهم فعطاء المعلم لا ينضب في كل الأوقات والازمات وهذا ما يُوكد قدسية الرسالة العاملين عليها في إعداد أبناء الوطن. فشكراً لقناديل العلم والمعرفة … شكراً لرموز التضحية والعطاء دمتم بخير ودامت أفكاركم وعلمكم شموعاً تُنير دروب أبنائنا. ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق للمعلمين وللمعلمات وللطلبة ونتمنى مزيد من الازدهار والنجاح في العملية التعليمية في حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم. وكل عام وجميع معلمين ومعلمات الاردن الغالي بألف خير.
*الاخصائية الاجتماعية في جمعية حماية الأسرة والطفولة