ثلاث ناقلات (سفن) تعرضت لهجوم احداها إسرائيلية بطائرة مسيرة، وأخرى اختطاف،وثالثة فقدان سيطرة،وتصاعدت لهجة التهديدات الغربية متهمة إيران بالوقوف وراء تهديد أمن الملاحة البحرية، فيما الموقف الأمريكي جاء على صيغة..نراقب الوضع!.
واشنطن..استشاطت غضبا بعد انباء استهداف السفينة الإسرائيلية ومقتل إثنين من طاقمها أحدهما بريطاني واخر روماني،وكان الحديث عن تحالف ثلاثي أمريكي بريطاني اسرائيلي لضرب إيران،وزاد من وتيرة التصعيد ما نقلته رويترز عن قناة العالم الإيرانية بأن العملية رد على استهداف إسرائيل مطار الضبعة في سوريا، لكن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية نفى،وأكد أن أي عدوان سيقابل بالرد ،وهكذا عادت واشنطن إلى التبريد وأخذت تردد مقولتها الشهيرة..نراقب الوضع!.
جين ساكي الناطقة باسم البيت الأبيض أعادت تأكيد الموقف ذاته..نراقب الوضع، وذات الأمر نيد برايس الناطق باسم الخارجية الأمريكية أعاد ترديد مقولة نراقب الوضع، بهذه الكلمتين تنتهي حملة التصعيد السياسي والامني ضد إيران، وهذا يذكرنا بذات المواقف الأمريكية من أي عدوان اسرائيلي على الفلسطينينن أو حتى على اي بلد عربي آخر، فالعبارة الأمريكية الشهيرة هي الدعوة إلى ضبط النفس، وهكذا ينتظر الجميع، وما بعد ينتهي كل شيء وتعود الأمور إلى سابق عهدها بانتظار عدوان اسرائيلي جديد، واليوم يتكرر ذات المشهد لكن بعبارة أكثر تقدما..نراقب الوضع، وما بعد تعود الأمور إلى سابق عهدها بانتظار صفعة إيرانية جديدة للملاحة البحرية أو للتمدد في جوارها العربي.
نراقب الوضع..هي سياسة أمريكية متواصلة مع إيران..ففي 2003م ، عندما غزت العراق، وحتى اليوم وهي تراقب الوضع..وإيران تغلغلت في كل مفاصل الدولة العراقية، وواشنطن تراقب الوضع ، وفي سوريا فإن النفوذ والهيمنة الإيرانية تتموضع، وواشنطن تراقب الوضع، وفي مياه الخليج العربي وبحر العرب فإن حرب الناقلات متواصل، والفاعل ينفي دوره، وواشنطن تراقب الوضع، وذات الأمر في اليمن وليبيا و…إلخ، فايران ترسخ وجودها ونفوذها في جوارها العربي والإسلامي، وواشنطن تراقب الوضع.
نراقب الوضع..وضبط النفس..صياغات أمريكية لتبريد وارضاء حلفائها العرب، ففي مراقبة الوضع ابتلعت إيران أجزاء من المشرق العربي، وفي ضبط النفس ابتلعت إسرائيل كل فلسطين، وتمددت في أطراف المنطقة، وما زالت عبارات نراقب الوضع مع إيران، والدعوة الى ضبط النفس مع إسرائيل في كل عدوان لهما علينا هي اللغة التي ابتلعها العرب، ظانين أن ما بعد مراقبة الوضع أو ضبط النفس هناك تحرك أمني أو سياسي للانتقال من المراقبة إلى المصاعقة (اي الاقتتال) لكن ذلك لن يحدث، وما بعد مراقبة الوضع وضبط النفس هو التخدير للمنطقة لقبول التقسيمات الجديدة بين المتصارعين الاقليميين (إيران وإسرائيل).
وهكذا تعيش المنطقة كلها ضمن صراعات هيمنة وتمدد لإيران وإسرائيل..