يعود الأمل ليستقر في النفوس، ويعلن في “العيد” المقبل بداية جديدة، وعودة لحياة طبيعية، يفرح بها الأفراد ويستشعرون جمالها بقضاء أجمل اللحظات، بعد حرمان لأشهر طويلة؛ بسبب تداعيات فيروس كورونا والحظر الجزئي والشامل.
تقليص ساعات الحظر الجزئي وفتح القطاعات الترفيهية في الأول من تموز (يوليو)، وبالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يبعث الأمل في نفوس أصحاب محلات الملابس والقطاعات الترفيهية والمطاعم بـ”عيد” مميز ومختلف عما شهدته الأسواق خلال العام والنصف الماضيين، آملين بأن يعوضوا خسائرهم التي ألقت بظلالها عليهم جراء جائحة كورونا.
أجواء استثنائية تشهدها الأسواق استعدادا لعيد الأضحى المبارك، لاسيما بعد عودة القطاعات للعمل بسعتها الاستيعابية الكاملة، وعودة مدن الألعاب الترفيهية للعمل من جديد، يرافقها تقليص ساعات الحظر الجزئي، ما يسمح للعائلات بقضاء أجواء العيد التي حرمت منها منذ دخول الجائحة في العام الماضي.
واستقبلت أسر وأصحاب محلات إعلان الحكومة نيتها صرف رواتب موظفي الحكومة ومتقاعدي الضمان الاجتماعي قبيل عيد الأضحى بسرور، الأمر الذي يمكن العائلات من شراء ملابس جديدة لأطفالها، ويبشر بحركة شرائية جيدة خلال الأيام المقبلة.
“دعواتنا بأن يكون هذا العيد استثنائيا”.. بهذه الكلمات عبر خالد الزعبي صاحب محل ملابس عن آماله بتعويض ما خلفته جائحة كورونا من خسائر خلال الأشهر الفائتة، لافتا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مع بداية تموز (يوليو) منحتهم الفرصة للوقوف من جديد.
في حين أشار إلى أن صرف الرواتب قبل العيد يعد قرارا جيدا وداعما لأصحاب محلات الملابس والمطاعم، وأيضا الألعاب الذين سيشهدون حركة تسوق المواطنين خلال العيد بحسب الزعبي، لافتا إلى أن الحركة الشرائية لم تكن كما هو مأمول في بداية تموز (يوليو).
إلى ذلك، فقد اعتبر أبو رامي (أب لثلاثة أطفال) أن تقليص ساعات الحظر وعودة الحياة إلى الأسواق من جديد، أوجدا حالة من السعادة للأسر والأطفال، بقضاء أجواء ليالي العيد في الأسواق، وهو ما افتقدوه في الأعياد الماضية، عندما كانت أوقات الحظر تبدأ من الساعة السادسة مساء.
ويقول “اشتقنا لليالي العيد وللأسواق المكتظة وفرحة العيد التي نراها على وجوه أبنائنا.. فقد أهرقتنا كورونا”، آملا بأن تعود الحياة كما كانت عليه.
الوضع مختلف بالنسبة لـ”أحمد”، الذي عاد بعد انقطاع عام ونصف للعمل من جديد في مدينة الألعاب في منطقة “جبل الحسين”، ليعود من جديد لزيادة دخل أسرته، وتحسين وضعها الاقتصادي.
ويأمل أحمد، ومع تقليص ساعات الحظر الجزئي، بأن يعود العمل من جديد مع ليالي العيد، خصوصا أن الأطفال انقطعوا عن مدن الألعاب الترفيهية منذ عام ونصف، وهي أكثر الأماكن التي يرغبون بزيارتها خلال عطلة العيد.
ويوافقه الرأي كريم جابر الذي اعتاد في كل عيد خلال الأعوام الماضية، بيع غزل البنات والترمس والفول والذرة، وتحديدا في ليالي العيد، بالتزامن مع “عجقة” الأسواق وشراء مستلزمات العيد.
ويأمل كريم بأن تكون الأسواق كما يطمحون خلال الأيام العشرة من ذي الحجة، التي اعتاد خلالها أصحاب المحلات والأكشاك حركة بيع استثنائية وسط أجواء فرح وسعادة تعم الجميع وتكبيرات العيد تصدح في كل مكان.
اختصاصي علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش، يشير بدوره إلى أن عيد الأضحى لهذا العام مختلف عنه في العام الماضي، وحتى عيد الفطر قبل فترة قصيرة كان الناس يعتقدون أن الأمور تحسنت وأن الوباء في فترة انحسار، ما يبشر بالصيف الآمن.
ما عاشه الناس خلال العام والنصف الماضيين، بحسب عايش، من ساعات الحظر الطويلة أو التوقف عن العمل أو الالتزام بالمعايير الصحية المختلفة، أثر بشكل كبير بالأسواق، خصوصا تلك التي تقدم خدماتها الاستهلاكية للناس، الملابس، المطاعم والفنادق وحتى وسائل النقل المختلفة وصالات الأفراح وغيرها، وبالتالي، الناس بحالة من التشوق للخروج من عباءة هذا الفيروس والانطلاق لممارسة حياتهم الاعتيادية بما يؤدي إلى شعورهم بالطمأنينة بمواجهة هذا الفيروس مسلحين بالتطعيم من جهة وأيضا تراجع أعداد الإصابات من جهة أخرى، وتطمينات حكومية بصيف آمن.
مع فتح الحدود للمغتربين والعائدين إلى أراضي الأردن وعودة السياحة، هذا كله، بحسب عايش، خبر سعيد لأصحاب المتاجر والمحلات والمطاعم والفنادق، وسيؤدي إلى شعور بالتفاؤل بشأن استرداد جزء من الكلفة الضائعة التي تحملها أصحاب هذه الفعاليات خلال الفترة الماضية التي يمكن البناء عليها مستقبلا.
ويتابع عايش “ويأتي قرار الحكومة بصرف الرواتب قبيل العيد لدعم أصحاب هذه القطاعات، ويؤدي إلى زيادة الإنفاق في السوق، ويساعد على ذلك رواتب متقاعدي الضمان وعودة الكثير من الأردنيين الذين جاؤوا لقضاء عطلة العيد مع أسرهم”.
ويوضح “هذا الانفتاح يتطلب منا أن نأخذ حذرنا وأن نتخذ الاحتياطات كافة والتباعد الاجتماعي والحماية من الفيروس”، لا سيما وأن كثيرا من الدول التي أعادت فتح قطاعاتها وأوقفت الحظر عانت مشكلة عودة الفيروس من جديد وبقوة في بعض الدول.
إلى ذلك، يشير عايش إلى أن الصيف الآمن يعني أن يكون المواطن أكثر استعدادا لأن يلتزم بالمتطلبات الصحية التي توفر الخروج بأفضل نتيجة للاستمتاع بحالة العودة إلى ما يقارب ما كنا عليه قبل الجائحة وأن يستمر ذلك، وهو النجاح الحقيقي.
ويلفت عايش إلى أنه، وفي إطار الانتقال إلى مرحلة جديدة بعد كورونا، فإن ذلك يستدعي أن تستمر وأن نكون ملتزمين بكل ما يستدعيه الأمر صحيا، وذلك يعني أننا في هذه الأنشطة ندفع الاقتصاد قدما نحو الأمام وفي مزيد من النمو، الأمر الذي يؤدي إلى أن يستعيد الذين خرجوا من الأعمال عملهم، وأن تعود أجور ورواتب من تقلصت أجورهم إلى الوضع الطبيعي، وجميعها أدوات مهمة للعودة إلى الحالة الاعتيادية.