صدى الشعب – لا أدري كيف أبدأ وبأية كلمات استهل رثائي إليك يا يوسف.. هل انطلق كما اعتدنا بالرثاء التقليدي أم أتجول في قاموس مفرداتي لعلي أجد ما يناسبك من الكلمات نعم أيها الغصن اليانع البديع لقد عصر حزن رحيلك المفاجئ ضلوع محبيك وخفقت قلوبهم ألما وكمدا .. فبكيناك بدموع فاجعة .. بكاك الصغير والكبير ، القريب والبعيد ، بكتك أمك الثكلى بحرقة قلب وأبوك الذي لم يتوقف عن ذرف الدموع .. لقد أصيبا في الصميم ونكبا بعزيز غادرهما وهو ما تبقى لهما من ذكريات شقيقته التي ابتلعتهم الهجرة الى حيث محطة الانتظار الى ارض الغربة .. بكتك شقيقتك الوحيده افجعت بفراقك الأبدي ابكيت المشاعله اللذين وقع خبر رحيلك كصعقة في الصميم ، وأعمامك وأخوالك وأصدقاءك ومحبيك الكثر وبلدتك التي كانت تفتخر بعطائك اللامتناهي .. فابكي أيتها العين واذرفي الدمع على ثمرة يانعة من ثمار شجرة حسبان الوارقة ، أذبلها القدر المهيب وباتت مجرد ذكرى .. ابكي أيتها العين على من كان يكحلك .. يا لك من قاس أيها الموت .. نعم أنت حق على البشر علينا ان نؤمن ونقتنع بأنك حقيقة لا بد منها ، لكنك جئت كالبرق في غير أوانك ، جئت مهرعا في يوم قاتم السواد ، وسرقت بلمحة البصر شاب طموح توه بدأ حياته العملية ، كان دوما تواقا لتأدية واجبه الحياتي ، منطلقا من مبدأ الإخلاص للعمل وهذا ما توارثه من الآباء والأجداد ولكن قاده ذلك الى حتفه.. فاجعة وقعت كالصاعقة على كل حي وزقاق في حسبان … شاب في مقتبل العمر تتوسم فيه شعلة المثابرة ونكران الذات .. كان من البراعم المتوقدة بحب الحياة متفائلا يحب الخير للإنسان .. كان يتمنى دوما ان يعيش حياة زاخرة بالأفراح والمسرات بين أهله ومحبيه ، لم تفارق الابتسامة محياه .. أما الطيبة التي كان ينطوي عليها قلبه المحب فإنها كانت ملتهبة بتقديم العون والمساعدة مع جميع الناس ، فكل ما كان يحتفظ به من النقاء وروحية التعاون وطيبة المعشر جعلته محبوبا عند كل من عرفه وذرف الدمع برحيله .. يا لها من فاجعة أدمت قلوب أهلك وذويك وأصدقاءك الذين افتقدوا ابتسامتك الخجلة وتضحياتك وإيثارك المتواصل لخدمة بلدتك حسبان التي كنت لها دوما ابنا محبا وفيا لأرثها وتقاليدها .. ان فقدانك ليس إلا خسارة لنا جميعا ستبقى آثارها في قلوبنا بليغة لا تندمل وداعا أيها المتفائل بحب الحياة .. وداعا أيها المتواصل في العطاء,, وداعا أيها البرعم اليانع في جنينة حسبان وداعا وأنت المغادر جسدا والحي روحا بين اهلك ومحبيك .
د. هاشم حامد المشاعله. بتصرف
الأحد ٤ -٧- ٢٠٢١