صدى الشعب – وجدت دراسة حديثة أن النظام الغذائي الغني بالسمك الدهني، منه السالمون والتونة، يساعد على تقليل عدد نوبات صداع الشقيقة التي يعانيها المصابون خلال الشهر، كما يقلل من شدة تلك النوبات، وذلك مقارنة بمشاركي الدراسة الملتزمين بنظام غذائي غني بالدهون والزيوت النباتية، وذلك حسب ما ذكره موقع “www.nih.gov”.
وقد كانت هذه الدراسة التي شارك فيها 182 شخصا بالغا من مصابي صداع الشقيقة المتكرر امتدادا لبحث سابق أجراه الفريق البحثي نفسه بهدف التعرف على تأثير حمض اللينولييك linoleic acid في الآلام المزمنة. ويعرف هذا الحمض بأنه حمض دهني عديد اللاتشبع، ويوجد في مصادر غذائية عديدة، منها الذرة وفول الصويا وبعض أنواع الزيوت والمكسرات والبذور.
ويشار إلى أن هذا الفريق قد أجرى سابقا مجموعة من الدراسات الصغيرة للبحث في ما إن كان حمض اللينولييك يثير آلام صداع الشقيقة والعصب ثلاثي التوائم، وظهر أن تناول نظام غذائي يحتوي على مقدار أقل من هذا الحمض وكميات أكثر من الحمض الدهني أوميجا 3 الذي يوجد بكميات كبيرة في السمك الدهني يقلل من تلك الآلام.
الكيفية التي أجريت الدراسة من خلالها استمرت هذه الدراسة لمدة 16 أسبوعا توزع خلالها المشاركون عشوائيا على ثلاث مجموعات، لكل مجموعة نظام غذائي صحي مختلف كما يلي:
– المجموعة الأولى حصلت على وجبات غنية بالسمك الدهني أو الزيوت المستخلصة منه، ومنخفضة في حمض اللينولييك.
– المجموعة الثانية حصلت على وجبات غنية بالسمك الدهني وحمض اللينولييك.
– المجموعة الثالثة حصلت على وجبات غنية بحمض اللينولييك ومنخفضة في السمك الدهني.
وحصل جميع المشاركين على وجبات تحتوي على السمك والخضار والحمص والسلطة ومستلزمات تحضير وجبة الإفطار.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج، بعد انتهاء الدراسة، أن النظام الغذائي منخفض الزيوت النباتية، الغني بالسمك الدهني (نظام المجموعة الأولى) أدى إلى انخفاض نسبته 40 % في مجموع ساعات الشعور بالصداع والصداع الشديد في اليوم وعدد أيام الشعور بالصداع خلال الشهر مقارنة بالمجموعة الضابطة. وهذا بدوره أتاح لهم الفرصة للتقليل من استخدام الأدوية المسكنة.
كما وأظهرت عينات الدم التي أخذت من مشاركي هذه المجموعة انخفاضا في مستويات الدهون المرتبطة بالألم. لكن مشاركي هذه المجموعة سجلوا، رغم ذلك، وجود تحسن طفيف في جودة حياتهم مقارنة بمشاركي المجموعتين الأخريين.
وعلق أحد الباحثين على هذه النتائج، مشيرا إلى أنها تقدم دليلا مهما على أن التغيرات في النظام الغذائي لها تأثير في التخفيف من شدة أمراض مزمنة كثيرة، منها صداع الشقيقة، وذلك دون أن تسبب آثارا جانبية كالعلاج الدوائي.