جاء أبو باجس ليشتري دخان “هيشي” من عند التاجر أبو باسيل، وسأله عن نوعية دخانه الهيشي، وإذا ما كان جيدا ام لا، فقال له ابو باسيل:
– هذول الهيشيات ما عليهن حكي!!
وكان كلما سأله ابو باجس يقول له: ما عليهن حكي.
دفع أبو باجس ثمن وقية هيشي، وانطلق إلى صديقه “أبو عيسى“، وشرع الاثنان في لف سجائر الهيشي والتحدث.
بعد قليل رجع أبو باجس فارع دارع إلى التاجر، ودار بينهما الحوار التالي:
– يا زلمة! … شو هالتتنات التعبانات؟ خلّصت أربع باكيتات كبريت. كل هفّة بتطفي السيجارة. والله ما اتهنيت ولو بهفِّة وحدة!!!.
سأله التاجر:
– شو كنت اتسوي وانته بتدخن؟
-قال له: كنت بسولف أنا وأبو عيسى!!
– يعني كنتوا تحكوا؟
– أي نعم. شو يعني بدنا نغني؟
– مش أنا قت لك إنه الهيشيّات ما عليهن حكي؟!
يعني لازم اتدخن السيجارة بدون حكي، وهيك ما بتطفي معك.
انتهى المشهد، وبدأت الصورة تكبر رويدا رويدا. وصار “أبو باجس” شعبا، وتحول التاجر “أبو باسيل” الى حكومات باعتنا الديمقراطية، لكنها قالت إنها ديمقراطية ما عليها حكي، ولما صرنا نحكي قالوا:
– مش قلنالكو ما عليها حكي؟