كتبت: ميسر المقداد
صدى الشعب – فرضت جائحة “كورونا” العديد من التحديات التي انعكست أثارها على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية وعلى مختلف الفئات ،لا سيما العمالة سواء المحلية أو المهاجرة داخل بيئة أعمالهم في المملكة، كما تسببت في ركود العديد من النشاطات الاقتصادية المختلفة.
جراء هذا الوضع كان لا بد للدولة أن تتخذ تدابير للحد من معاناة العمال ودعمهم اقتصاديا بحيث لا يتزايد الفقر عن طريق تأمين الحماية للعمال وأسرهم وتحقيق الأمن الغذائي وبالتالي تخفيف وطأة الجائحة على الاقتصاد ومحاولة انعاشه من جديد.
يتحدث عامل المياومة محمود زكريا ( ٢٩ عاماً ) عن معاناته في ظل جائحة كورونا وتوقف عمله ، إذ أنه من الذين يمتهنون العمل الحر ويحصل على أجره بشكل يومي .
ويقول إن قرارات أوامر الدفاع في ظل انتشار فيروس كورونا جعلت الحياة أصعب عليه فإذا خرج عمل ، وإذا لم يخرج لم يعمل ، وبالتالي لن يستطيع تأمين لقمة العيش له ولأسرته .
ويرى أن قرارات الحظر حالياً تسببت في ضياع الكثير من فرص العمل لديه، لان الوقت لا يمنحه المجال للعمل والإنجاز .
العمال يواجهون ظروفا صعبة
ويؤكد أن الكورونا وما خلفته من قرارات أوامر الدفاع أثرت على عمله وحالته المعيشية سلباً ، فهو يحصل على أجره أخر اليوم في ظروف صعبة جدا،ً ويقول ” يومية ما في أساساً ” ، حيث أن يوميته ٥ دنانير وغير كافية لطعامه وشرابه .
ويشير إلى أن هذا الوضع الصعب الذي تمر به البلاد بسبب الجائحة اضطرته لاقتراض المال ليلبي احتياجات أسرته ويوفر لهم لقمة العيش ، فبعض قرارات أوامر الدفاع كانت سبب في تقطع عمله لفترة .
ويطالب من المؤسسات المعنية إيجاد حل للوضع الراهن قائلاً ” مش قادر اتحمل.. الناس عم توكل بعضها.. لقولنا حل بدنا نعيش .”
وما يزال سميح فارس يبحث عن عمل له منذ تخرجه من الجامعة ،قائلا إن جائحة كورونا زادت من الأعباء المادية وضيقت فرص العمل ،إذ أن الخريجين وخاصة خلال السنتين الماضيتين وجدوا الظروف غير ملائمة للبحث عن عمل ،لان اكثر المؤسسات لم تعمل ،وإن عملت فهي تعمل بشكل جزئي.
ويقول “لم أبحث عن عمل في مجال تخصصي في المحاسبة ،فأنا أريد أن أعمل فقط ،لأني لا يمكن أحتمل الجلوس في البيت دون عمل “.
ويضع فارس اللوم على الدولة التي لا تفتح مشاريع كبرى يمكن أن تسهم في حل مشكلة البطالة.
تسريح الكثير من عمال المصانع
هناك الكثير من العاملين في المصانع تم تسريحهم والبعض ينتظر،إذ يحذر رئيس النقابة العامة للعاملين في صناعة الغزل والنسيج والألبسة فتح الله العمراني من تسريح مئات العاملين في القطاع بسبب الظروف الاقتصادية التي تعاني منها مصانع الغزل والنسيج في المملكة ..
ويحمل مسؤولية الحفاظ على الاستثمار وضمان حقوق العمال للحكومة، وقال ان “مصير 18 ألف عامل أردني يعملون في 26 مصنعا في خطر وعلى الحكومة ان تتحمل مسؤولياتها خاصة وانه جرى مؤخرا العديد من حالات إغلاق وتسريح للعمال” من بعض المصانع.
منصة لحماية العمال وخطط لتوفير فرص عمل جديدة
يؤكد الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل محمد الزيود أن أغلب القطاعات والنشاطات الاقتصادية في المملكة تأثرت سلباً في ظل الجائحة كباقي دول العالم .
وأضاف لصدى الشعب، أن الوزارة عملت للحد من تسريح العمال بالتعاون مع القطاع الخاص من خلال تطبيق أوامر الدفاع ، حيث كان هناك استجابة من أصحاب العمل للحفاظ على العمالة الأردنية العاملة في مؤسساتهم.
وأكد الزيود أن الوزارة أنشأت منصة حماية منذ بداية الجائحة لاستقبال الشكاوى العمالية، فيما يتعلق بإنهاء الخدمات والتأخُّر بدفع الأجور، كما تعاملت الوزارة مع أكثر من ٧٣ ألف شكوى منذ بداية تفشّي الفايروس عملت على حلها.
وأشار إلى أن فرق التفتيش في الوزارة تنفذ جولات تفتيشية دورية للتأكد من مدى التزام المنشآت بأوامر الدفاع والبلاغات الصادرة عنها .
وأكد أن الوزارة تنسق مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل في مختلف القطاعات الاقتصادية والشركات، فيما لم تتوان عن فتح باب التسجيل في برامج التدريب المهني للتدريب على المهن المطلوبة في سوق العمل ، ولكنها توقفت بعد ارتفاع أعداد الوفيات وعدد حالات الإصابة بفيروس كورنا في المملكة.
وقال إن الوزارة حريصة على توفير فرص العمل والموازنة بين الأمن الصحي والحالة الوبائية والأمن الاقتصادي والحفاظ على استدامة فرص العمل الحالية من خلال برامج حكومية ومنها برنامج “استدامة” الذي يهدف إلى المحافظة على أكثر من 180 ألف فرصة عمل في القطاع الخاص وجدولة ديون 26 ألف مقترض من صندوق التنمية والتشغيل.
وأشاد الزيود بتجاوب القطاع الخاص والتشاركية مع الحكومة في الحفاظ على استمرارية العمل وحماية العاملين من فقدان وظائفهم، بالرغم من تداعيات الجائحة التي أثرت سلبا على اقتصاديات جميع دول العالم بما في ذلك الاقتصاديات الكبرى.
يؤكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال مازن المعايطة أن شريحة كبيرة من العمال لم يُسمح لهم بالعمل في ظل انتشار الفيروس نتيجة اختلالات في الأمن وسوء الاستقرار وقرار حظر التجول .
وأشار إلى أن هناك بعض الاجراءات التي حدت من هذه المشكلة ، فقد تمَّ إنشاء صناديق تسهم في دفع أجور العمال بالتشارك مع أصحاب العمل .
190 مليون شخص التحقوا بصفوف البطالة في العالم
ويؤكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الأردنية لمصنعي ومصدري الملابس فرحان افرام، أن جائحة فيروس كورونا أثرت كثيرا على قطاع الملابس، إذ أن القطاع كان يشغل قبل الجائحة (75) ألف عامل، وأن 70% من هؤلاء العمال هم من العمالة المهاجرة، فيما وصلت صادرات القطاع العام الماضي إلى (2) مليار دولار شكلت ما نسبته 27% من الصادرات الاردنية، وبعد الجائحة انخفضت صادرات القطاع إلى ما يقارب مليار و600 مليون دولار العام الماضي.
منظمة العمل الدولية، وفي دراسة لها وجدت أن 190 مليون شخص إلتحقوا بصفوف البطالة في العالم جراء انتشار فيروس كورونا.
وأكدت أن جميع المناطق في العالم تعاني من الأزمة التي تسبب بها الفيروس، وبالذات الدول العربية التي شهدت أسوأ تأثير في مجال التوظيف من ناحية نسبية، وأكبر الخسارات من ناحية الأرقام تركزت في دول آسيا والمحيط الهادئ وهي أكثر المناطق المأهولة بالسكان في العالم.