طلعت شناعة.
بعد غياب عدة أشهر ، عدتُ إلى «وسط البلد». فقد «وحشتني» وأنا المتيّم بالشوارع القديمة والحارات العتيقة والزواريب والدخلات و» الزنقات «. اشتقت لرائحة الفلافل من مطاعم « دخلة « «سينما الحمرا». رغم انني نادرا ما ألتهم منها شيئا، فهي عادة ما تكون ضمن ( منتصف الطريق) وأنا أبدأ رحلتي و « سنكحتي» جاهزا. المعدة مليانة و» القهوة والشاي « تضبطان المزاج واترك سيارتي في ( طلعة جبل اللويبدة ) . ثم أترك قدميّ تقودانني الى حيث الفرح والناس البسطاء الذين يسعون الى رزقهم بعفوية ودون تصنع.
« وحشتني وسط البلد»
قلتها وأنا أغوص في الشوارع مثل بحّار محترف.
كان الطقس دافئاً من بدايته. فأظهر تجار الملابس القمصان وال « تي شيرتات « الجديدة ظنا منهم أن الشتاء قد ولّى الى غير رجعة.
ولفت انتباهي أن الرسومات على « التي شيرتات « توحي بالرعب بعكس السنوات الماضية. فثمة صورا لكائنات عملاقة يقدح الشرر من عينيها. كما لاحظت وجود « تي شيرتات « سوداء عليها حرف N. فاعتقدت أن عاشقا يحب فتاة يبدأ إسمها بحرف ال « ن « كأن تكون «نرمين» أو نجاة أو نوال . ولا أُ خفيكم أنني هممتُ بشراء واحد منها. لولا أنني تذكرتُ أن قائمة النساء ليست من بينهن من يبدأ اسمها بحرف النون.
« وحشتني « رائحة البطّ والدجاج والحمام وكل الحيوانات التي تباع على الرصيف في « سقف السيل « ولحسن حظي أنني رأيتها كلها في شارع واحد « جوز كلاب» يبدو أنهما توأم ربطهما صبيّ بحبل رفيع.
كان هناك زحام على « السمك « وعلى الخضار. فانطلقت باحثا عن « لوز أخضر « وهو صديقي الذي احرص عليه في هذه الفترة.
كنتُ أبحث عن صديق آخر لكني لم أجده وهو « العكّوب» ـ أبو الشوك ـ ما غيره.
شربتُ عصير « قصب سكّر» وطفت في الاماكن المختلفة والحميمة وقبل صلاة « الجمعة « غادرت المكان ونفسي تتوق لشراء « تي شيرت « عليه حرف ال N على الأقل من باب التفاؤل . بلكي أحب واحدة يبدأ اسمها بحرف النون، فأكون جاهزا ويكون ال « تي شيرت « فاتحة خير!!