بلغت الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية لحرمة الأقصى المبارك، اليوم الخميس، ذروتها بعد تنظيم صلوات تلموديه في أكثر من منطقة في المسجد من قبل نحو 983 مستوطناً دنسوه بحماية ورعاية الشرطة الإسرائيلية للاحتفال بـ”عيد الفصح” اليهودي وذلك لليوم الخامس على التوالي.
ووثقت عدسات حراس الأقصى والمرابطين والمرابطات، قيام مستوطنين بالتبول والقيام بأعمال منافية للأخلاق في الجهة الشرقية من المسجد، إضافة الى قيام بعضهم بالصلاة والانبطاح أرضاً بالقرب من بابي الرحمة والسلسلة وفي الرواق المؤدي لباب الرحمة.
كما نظم المستوطنون مسيرات على أبواب المسجد الأقصى وفي شوارع البلدة القديمة والقدس.
الى ذلك، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية أن 927 مستوطنا، اقتحموا الأقصى خلال الفترة الصباحية وبعد الظهر وأدوا صلواتهم العلنية في المسجد، بحراسة من الشرطة المرافقة لهم.
وفي انتهاك لحرمة الأقصى، قام أحد أطفال المستوطنين بالتبول في الرواق الشرقي تحت أشجار الزيتون .
من جانبها، كشفت جماعات الهيكل المزعوم على موقعها في منشور خطير حذفته مساءاً، حجم التنسيق الذي تقيمه مع الشرطة ووزارة الداخلية والامن الداخلي وقيادة الشرطة القطرية الإسرائيلية، قالت فيه: إن تحويلاً كبيراً جرى في مهام الشرطة الإسرائيلية، حيث تحولت مهمتها إلى حماية صلاة اليهود في داخل المسجد الأقصى.
وقالت انه منذ سنوات و”أمناء جبل الهيكل”، يحاولون مع وزراء الأمن الداخلي والمتعاطفين معها والمحسوبين ضمن كتلتها السياسية جلعاد أردان ثم عمير أوحانا، إنجاز تحول شامل في مهمة الشرطة، بحيث لا تتعارض أهدافهم ومهامهم مع مهام الشرطة وسياساتها ،مشيرة الى ان التحول يكمن في منع صلاة اليهود العلنية في المسجد المبارك إلى رعايتها وحماية من يؤدونها.
كما كشفت جماعات الهيكل ان سياستها خلال الأعوام الثلاثة الماضية ،اثمرت بتبليغ الشرطة الإسرائيلية حراسَ المسجد الأقصى التابعين للأوقاف الإسلامية بان يبتعدوا عن المستوطنين المقتحمين ويراقبوا من بعيد دون أي تدخل فيما يقوم به المستوطنون خلال الاقتحامات والجولات في المسجد.
بدوره، أكد نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات، أن الأوقاف الإسلامية نددت وتندد بالاقتحامات والانتهاكات التي تتفاقم يوماً بعد يوم وخاصة في الفترات التي تكون فيها أعياد يهودية.
وقال بكيرات، إن المسجد الأقصى يتعرض لوضع خطير وحساس تنتهك فيه حرمته ويستهدف عماره والمرابطين والمرابطات فيه ورغم ذلك لن تغلق بواباته خلال شهر رمضان رغم تغول الاحتلال وسياساته.
وأَضاف: إن أي فلسطيني سيصل إلى بوابات المسجد له الحق بالدخول والصلاة فيه، مستنكرًا محاولات الاحتلال بالتظاهر بالتحكم في الأقصى وتحويل أموره إلى ما يسمى بـ”مجلس الأمن القومي” أو غيره من مؤسساته الاحتلالية. وبين أن حكومة الاحتلال تغولت في المسجد المبارك وتحاول بكل قوتها فرض سيطرتها على إدارة شؤون المسجد.
وأكد على أن تغول الاحتلال تغول الاحتلال ومحاصرة الأوقاف الإسلامية يأتيان بسبب التواطؤ العربي والدعم الأميركي اللامتناهي للحكومة اليمينة الإسرائيلية التي تدعم جماعات الهيكل وتسهل عملها، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال تحاول تحديد أعداد الوافدين للأقصى من خلال فرض طوق أمني على الضفة الغربية أو البلدة القديمة في القدس.
وشدد بكيرات على أن حماية المسجد الأقصى والدفاع عنه من ممارسات الاحتلال هي مسؤولية تقع على عاتق منظمة العالم الإسلامي والجامعة العربية والمسلمين في بقاع الأرض، وليست مسؤولية الأوقاف وحدها.
وأشار إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية لا زالت تدير شؤون المسجد الأقصى المبارك رغم العقبات التي يضعها الاحتلال من منع مشاريع الإعمار في الأقصى وغيرها من الممارسات والضغوطات، مؤكداً أن الأوقاف لن تترك المجال للاحتلال لمحاولة استغلال جائحة كورونا للحد من إدارتها للأقصى خلال رمضان أو غيره، داعيًا إلى ضرورة تكثيف التواجد الإسلامي في المسجد وشد الرحال إليه في الشهر الفضيل وغيره والامتثال لتعليمات العاملين والمتطوعين في المسجد.
وفيما يخص الاستعداد لشهر رمضان، أوضح بكيرات أنه قد يطرأ تغير على توزيع وجبات الإفطار على المصلين في الأقصى؛ للمحافظة على التباعد والسلامة للوافدين للمسجد. ونوه بأن لجان النظام والكشافة ستعمل بتعاون مشترك مع الحراس للسيطرة على الاكتظاظ المتوقع في الساحات وعند الأبواب.