100 وفاة و10 آلاف إصابة

يأتي آذار في هذا العام مختلفاً عن آذار الذي اعتدنا عليه، فآذار هذا العام تفوح منه رائحة الوباء الذي ضرب بقسوة، فالإصابات كثيرة والوفيات كثيرة والقصص الموجعة كثيرة أيضاً.
اعتدنا أن يكون شهر آذار بداية خضرة الاشجار وتفتح الأزهار والرحلات العائلية والجماعية التي نراها تارة في الشمال وتارةً أخرى في الجنوب.
فيروس كورونا بدأ رحلته في الاردن قبل حوالي العام؛ وبدأت الحالات بعدها بالتزايد التدريجي وانفجرت في شهر آب 2020 معلنةً دخولنا في أول موجة. ثم هدأت الموجة وتوقع بعضهم أننا في مأمن ولو نسبيا، لكن الفيروس العنيد ضرب مرةً أُخرى نهاية شهر شباط من هذا العام، فزادت الحالات وارتفعت الارقام ومازلنا تحت سيطرته لغايه الآن.
خلال هذا الشهر سجل الاردن أرقاما عاليةً من حيث عدد الإصابات وكذلك عدد الوفيات، فقد تجاوزنا حاجز 100 وفاة يومياً ونحن على اعتاب 10,000 إصابة. هذه الأرقام دقت ناقوس الخطر وأحس الناس الذين كانوا بالأصل غير مقتنعين بوجود وقوة الفيروس بالخطر أيضاً، فأصبح كل بيت فيه إصابة او وفاة.
السبب الرئيسي للانتشار العالي لهذا الفيروس يكمن في التجمعات، حيث ان هذا الفيروس ينتقل بسرعة عالية جداً وينتقل بنسبة (1-4)، اي كل مصاب يستطيع نقل العدوى لاربعة أشخاص، لذلك كان أول أسلوب لمنع وتخفيف انتشار الفيروس هو منع التجمعات وذلك من خلال زيادة ساعات الحظر وتخفيف دوام الموظفين وتقليل نسبة الركاب في وسائط النقل العام.. الخ.
اليوم يصادف 24 آذار. وهو يوم يستذكره بعض المعارضين لسياسات الحكومات المتتابعة ويطالبون فيه بعدة مطالب (سياسية، اقتصادية، خدمية.. الخ)، وقد تم خلال السنوات السابقة تنفيذ حزمة إصلاحات سياسية واقتصادية وخدمية.. الخ، ولكن يرى بعضهم ان هذه الحزم ليست كافية ويطالبون بعمل تظاهرات ووقفات احتجاجية في هذه الذكرى.
لا يمنع الدستور ولا القوانين تنفيذ مثل هذه الوقفات، لكن إذا علمنا ان هذا الوقفات تعتمد بشكل رئيسي على تجمع الناس مع بعض بأعداد كبيرة وبالوقت نفسه نلاحظ من خلال بعض التجمعات التي شاهدنها عدم التزام في موضوع التباعد و لبس الكمامات. ومع هذا الانتشار الجنوني للفيروس؛ اعتقد أننا سنكون أمام معضلة تتمثل في انتشار لا يمكن حصره ولا يمكن منعه وسيكون لدينا بعد اسبوعين اصابات بحدود 20 % -وهي نسبة الفحوصات الايجابية اليومية -ممن كانوا في التجمعات.
نحن نتحدث هنا بأسلوب علمي ومنطق طبي ولا نتحدث بشكل سياسي، وأي تجمع يحدث الان ينطبق عليه ما نتحدث به خصوصاً في مثل هذه الظروف الصحية الصعبة التي تمر على البلد مع تسجيل هذه الارقام الجنونية.
أخيرا؛ اذهبوا لمركز المطاعيم وخذوا مطاعيمكم، فهي الشيء الوحيد الذي يمكن ان يُنهي هذه المعاناة وينهي هذا الوباء وتعود الحياة لطبيعتها وبعدها نجلس ونتحاور ونخرج بتفاهمات تخدم الوطن والمواطن.

أخبار أخرى