أكد أطباء وخبراء مختصون، أن التفشي الكبير لفيروس كورونا، بخاصة للطفرة البريطانية المتحورة، أدى لانتشار سريع للفيروس، وتسجيل إصابات كبيرة تضع النظام الصحي في وضع صعب.
ولفتوا إلى ضرورة اتخاذ الحكومة إجراءات فورية، لمنع ارتفاع الإصابات، ووقف التدفق للمستشفيات، أكانت عامة او خاصة، وبالتالي تخفيض نسب الإشغال في أقسام العزل التي وصلت في بعض المستشفيات إلى 100 %.
وكان مصدر حكومي مطلع، اكد لـ”الغد”، أن نسب إشغال الأسرة في أقسام العزل بالمستشفيات الخاصة، وصل إلى 100 % وفي الحكومية إلى 75 %.
رئيس جمعية المستشفيات الخاصة فوزي الحموري، بين أن البلاد تعيش ذروة الموجة الثانية من تفشي الفيروس، وأن الوضع الصحي في إقليم الوسط تحديدا، يمر بمرحلة حرجة.
وقال الحموري، إنه كان على الحكومة توزيع المستشفيات الميدانية بطريقة أفضل مما أقدمت عليه، بحيث يكون هناك مستشفى ميداني واحد لإقليم الجنوب ومستشفيان لإقليم الوسط، ذي التعداد السكاني الأعلى والأكثر تأثرا بالفيروس.
وأشار إلى نقص الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية، وارتفاع نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات الخاصة، مبينا أنه إذا وضعت فرضية بإبقاء أرقام الإصابات مرتفعة على هذا النحو لأيام مقبلة، فسيقع النظام الصحي في ظرف حرج، وعلى الحكومة أن تتعامل معه بإجراءات فورية.
ولفت الحموري إلى أنه يجب عدم النظر لنسب الإشغال في المملكة كوحدة واحدة، بل حسابها وفق كل إقليم وحده.
وبين أن نسب إشغال الأسرة وأسرة العناية الحثيثة في محافظتي العقبة ومعان على سبيل المثال تصل الى نحو
10 %، بخاصة مع وجود مستشفيين ميدانيين فيهما، برغم حجم العدد السكاني القليل للمحافظتين.
وأوضح الحموري، أن الأسرة الفارغة في العقبة او معان، يجب ألا تعتبر متاحة لمرضى العاصمة، وأن يكون إعلان نسب الإشغال بحسب الإقليم.
وأشار إلى أنه في العاصمة هناك 47 مستشفى خاصا، استثني منها 20 مستشفى صغيرا، وأن 17 من مجموع هذه المستشفيات، ملتزم بقرار “الصحة” بتخصيص 30 % من أسرتها لمرضى كورونا، وبلغت نسبة إشغالها أكثر
من 95 %.
وبين الحموري أن 10 مستشفيات خاصة أخرى، يستقبل بعضها مرضى كورونا ضمن طاقة استيعابية محددة، بينما ترفض بقيتها استقبال المصابين بالفيروس، لافتا إلى أن المستشفيات التي لا تستقبل المصابين، يجب عدم حساب أسرتها من ضمن النسبة التي تعلنها “الصحة”.
نقيب الأطباء الأسبق أحمد العرموطي، قال إنه لوحظ في الأيام الأخيرة، زيادة كبيرة بعدد الإصابات بكورونا، وازدياد نسبها الايجابية، ما يؤشر لتطور غير مريح للحالة المرضية.
وأضاف العرموطي “لاحظنا زيادة كبيرة في حالات إدخال المرضى للمستشفيات الحكومية والخاصة والميدانية”، مبينا أن نسبة إشغال الأسرة المخصصة لمرضى الكورونا وصلت إلى 100 % في بعضها، أما بعضها الآخر فوصل إلى 75 % وبعضها الآخر الى 50 % من عدد الاسرة.
ولفت إلى أن هذه النسب، مؤشر خطر الى صعوبة الوضع الوبائي، منوها إلى أن الخشية من استمرار الأرقام على هذة الوتيرة، سيحرم المرضى المصابين ممن هم بحاجة لدخول المستشفى منها، مؤكدا أنه لولا المستشفيات الميدانية التي بنيت مؤخرا، لكان الوضع أصعب بكثير.
وقال إن أهمية تحذيرات الخبراء والأطباء للمواطنين، تأتي بضرورة الالتزام بالتعليمات وعدم التجمع وعدم مخالطة المصابين، كي لا تنتقل العدوى إليهم بخاصة وان هنالك طفرات خطرة من الفيروس، اشد عدوى وانتشارا.
ودعا العرموطي، المواطنين للتعامل مع الوضع الصحي بجدية أكبر، مطالبا الحكومة باتخاذ مزيد من الاحتياطات، الى جانب تأمين الحكومة المطاعيم لكل المواطنين.
وأكد أهمية محاسبة المخالفين، لكي لا يستمر تنفيذ الإغلاق الكامل لفترة طويلة، والتي ستتسبب بضرر عشرات آلاف المواطنين وانقطاع ارزاقهم.
وشدد العرموطي أن على وزارة الصحة، وضع خطة طوارئ سريعة تتناسب مع الوضع الصعب الحالي، وتجهيز المستشفيات بما يلزم، وتأمين الكوادر الطبية والتمريضية، وتأمين الادوية الضرورية، وتفقد مخزونها من الأكسجين باستمرار.
وأشار نقيب الممرضين والممرضات والقابلات القانونيات خالد ربابعة، إلى إن الأردن دخل مرحلة حرجة، بخاصة مع النسبة الإيجابية للفحوصات والتي تقارب الـ20 %.
وأوضح ربابعة، أنه وفق أرقام أسرة العزل الخاصة بمرضى كورونا، فهي مرتفعة، وفي بعض المستشفيات وصلت إلى نسبة
100 %، مبينا انه وجب التفريق بأن هذه النسبة لا تعني كامل عدد الأسرة في المستشفيات، بل المخصصة لأقسام العزل.
ولفت إلى أن وزير الصحة السابق نذير عبيدات، أصدر قرارا الأسبوع الماضي، يقضي بإغلاق جزئي لعيادات خارجية في عدة مستشفيات بالوزارة، وإلغاء العمليات فيها، نظرا للوضع الوبائي وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس، وبالتالي فإن هناك مجالا كبيرا امام الوزارة لإضافة أسرة لأقسام العزل.
ونوه بأن المشكلة الحالية في النظام الصحي، ليست فقط في نسب الإشغالات، بل هناك نقص للكوادر الصحية الطبية والتمريضية في أقسام العزل، ستسهم بوصول المملكة لوضع صحي صعب في مقبل الأيام