“تزايد أردني” و “انخفاض عالمي” في إصابات كورونا!

مع حلول عام كامل على تسجيل أول إصابة كورونا في الأردن – وذلك في بداية شهر آذار من العام 2020- ما تزال البلد ترزح تحت رحمة هذا الفيروس العنيد، والذي يتمدد ويتطور ويتحور كيف يشاء، لا يستطيع طب أو علم إيقافه وما يزال سلوكه غامضا مع كل ما لدينا من معلومات لغايه الآن.
الفيروس دخل الأردن بداية آذار 2020 لكن فعلياً دخلنا في أول موجة في شهر آب من نفس العام. علماً ان غالبية الدول – وحتى الدول المحيطة بنا- سجلت في نفس وقت تسجيلنا اول حالات، لكن نحن أخذنا إجراءات قاسية وفرضنا حظرا شاملا بدأ لمدة اسبوعين تبعته إجراءات مشددة بقيت لشهرين مع إغلاق كامل للحدود والمطارات، لكن كل ذلك لم يمنع دخول الفيروس بل أخر دخول اول موجة، وفي اول هفوة على الحدود دخل الفيروس وانتشر في كل مكان.
خلال هذه الأيام يتابع الجميع الارتفاع الملحوظ للحالات في الأردن، فبعد أن كانت الأرقام المسجلة يوميا 600-1000 حالة فقط ونسب النتائج الإيجابية بحدود 4 %، أصبحنا نسجل أكثر من 4000 حالة يوميا ونسبا وصلت 15 % ويبدو أن الرقم معرض للزيادة وكذلك النسبة خلال الايام القادمة.
ولكن في نفس الوقت يلاحظ الجميع أيضاً ان عدد الإصابات العالمية – وكذلك الدول الاوروبية والاقليمية- بدأت بالهبوط، وبدأت هذه الدول تخفف إجراءاتها من إغلاقات وحظر.
لذلك يتساءل المواطنون، لماذا ترتفع الأرقام والنسب عندنا وتهبط في الدول الاخرى.
للجواب على هذا السؤال يجب العودة لسلوك الفيروس، وهذا السلوك الذي لا يتأثر لا ببرد أو حرارة ولا يتغير حسب المكان او السلالة، بل يضرب الجميع وبنفس السلوك.
وإذا طبقنا ذلك السلوك الثابت على الأردن، سنرى أننا قمنا في بداية دخول الفيروس بعمل إغلاقات وحظر شامل ومنعنا الفيروس من الانتشار وحافظنا على هذا التماسك لعدة شهور، وفي نفس الوقت دخل الفيروس على باقي الدول التي لم تقم بما قمنا به من حظر عام وإغلاقات شاملة؛ لذلك دخلت هذه الدول في أول موجة بينما نحن قمنا بعمل إزاحة للأمام لبداية الموجة وبدل ان تدخل الموجة عندنا مثل باقي الدول في شهر آذار تأخرت الموجة ودخلنا بها بداية شهر آب، وبما ان الموجة تأخذ بحدود 10 أسابيع الى 14 اسبوعا – وهي فترة تأخيرنا لدخول الموجة الاولى- اصبحنا عكس العالم، فعند انتهاء أول موجة في العالم كانت أول موجة تدخل عندنا وعند انتهاء الموجة عندنا دخل العالم في موجة جديدة.
هذا التأخر الذي حدث عندنا عن باقي العالم يجب استثماره بوضع خطط والاستفادة منه في توقع تواريخ دخول موجات جديدة، وكيفية التعامل مع هذه الموجات للخروج بأقل الاضرار. كذلك يجب دراسة تعامل هذه الدول مع هذا الفيروس من اغلاقات واساليب حظر وكيفية عمل توازن بين الجوانب الاقتصادية والصحية ودراستها وتطبيق ما يمكن تطبيقه وبما يناسبنا كدولة.

أخبار أخرى