أزمة اللقاح.. محلية أم عالمية؟

وباء كورونا باق ويتمدد، لا تؤثر عليه حرارة أو صقيع، ولا علاج له لغاية الآن،حقائق أصبحت واضحة عن هذا الفيروس الذي خرج من منطقة صغيرة في الصين وانتشر شيئاً فشيئًا حتى وصل الى كل الدول وتحولت المشكلة من محلية يمكن السيطرة عليها الى مشكلة عالمية تحتاج تظافر الجميع للتغلب عليها.
مع مرور حوالي عام على بدء الانتشار العالمي، قام العلماء بدراسة وتتبع سلوك الفيروس، حيث لاحظنا جميعاً التخبط العالمي -وحتى منظمة الصحة العالمية -وشاهدنا التصريحات والتوصيات المتضاربة، وطرح علاجات ثم سحبها وتغيير بروتوكولات.
لكن خلال هذه المدة حاول العلماء والشركات الطبية الكبيرة تطوير لقاح يكون واقيا للناس من الاصابة، بحيث يحميهم من الاعراض الصحية التي يُحدثها الفيروس والتي تصل للوفاة – لاسمح الله – في حالات شديدة.
بالفعل، خلال 9 أشهر من الأبحاث والدراسات خرجت علينا عدة شركات طبية وقدمت لنا لقاحات ونسب نجاح متفاوتة لكل لقاح، فالغرب بشكل عام -اوروبا واميركا -اعتمدت على مطعوم شركة فايزر، وتعتبر بريطانيا من أول الدول التي سمحت بإعطاء هذا اللقاح بداية شهر 12 من العام 2020 وأعطت الشركة حصانة قضائية من أي مضاعفات تحدث من إعطاء اللقاح، بعد ذلك بحدود شهر أقرت منظمة الصحة العالمية لقاح فايزر كلقاح آمن وتوصي باستخدامه.
على الجانب الآخر، قدمت الصين وبالشراكة مع الامارات مطعوم (سينوفارم) والذي هو فيروس ميت، ويستخدم نفس الأسلوب التقليدي للمطاعيم، وقدمته بنسب نجاح تصل الى 85 ٪، وتم استخدامه في دول الشرق بشكل عام والشرق الاوسط بالذات (الامارات والاردن ومصر…).
لكن مع زيادة الطلب العالمي على المطاعيم ودخول العالم في موجات جديدة للفيروس أصبح هناك شح في التوريد وأصبح هناك شبه (سوق سوداء) يباع فيها المطعوم من الشركات للذي يدفع أكثر، فتم حرمان الدول الفقيرة من المطعوم، والدول الغنية استأثرت بكل الكميات المُنتجة.
عندنا في الأردن أدخلت وزارة الصحة المطعومين الى البلد، وبدأت برنامجا وطنيا للتطعيم من حوالي 3 اسابيع، حيث أُنشئت منصة لتسجيل الاسماء ،وتم تشجيع الناس للذهاب وأخذ المطعوم، وتوضيح مأمونيته وانه فعال ولكن مع ذلك حدثت عدة مشاكل في البرنامج التطعيمي:
اولاً : تغييب 40 ٪ من الذين سجلوا على المنصة ولم يتم تطعيم الا 35 ألف شخص فقط خلال حوالي اسبوعين!
المشكلة الثانية التي يواجهها برنامج التطعيم الوطني هو عدم القدرة على توفير مطاعيم جديدة، وذلك يعود لعاملين، خارجي (يتمثل في ان الدول الصانعة تقدم مصلحة مواطنيها وان يكون الانتاج لهم أولا) وداخليا (انه تم الاعتماد على تآلف كوفاكس لتوفير بحدود مليون مطعوم لكن ذلك لم يحدث لغاية الآن).
المشكلة الثالثة تتمثل في المشاكل اللوجستية في توزيع اللقاح، من حيث ذهاب المواطنين وانتهاء اللقاح قبل ان يصلهم الدور، واكتظاظ للناس امام مراكز التطعيم وبعث رسائل لأشخاص بالخطأ عن اخذ المطعوم، وشكوى بعض الناس من انهم سجلوا على المنصة ولم يأتهم دور لغاية الآن بالرغم انه تنطبق عليهم الشروط وقولهم انه يحدث تمييز لبعض الأشخاص في إعطاء المطعوم، ويؤشر البعض انه تم توزيع مطاعيم خارج المنصة وحتى بدون كشوفات واسماء!
من كل ما شرحنا نرى ان أزمة اللقاح هي أزمة عالمية بشكل عام ولكن يوجد أزمة محلية ايضاً بحاجة لدراسة بحيث يتم تصحيح الاخطاء وتعزيز ثقة المواطن في أخذ وتوزيع المطعوم.

أخبار أخرى