العام الذي مضى كان صعبا علينا وعلى العالم اجمع. مع نهايات العام وتوصل العديد من المجتمعات الصناعية الى لقاحات مختلفة يتجدد الامل بالخلاص من هذا الكابوس الذي هيمن على عقول وقلوب الناس فأصاب ما يزيد على 98 مليون فرد وسلب البشرية اكثر من مليوني حياة. بالرغم من كل الازمات والتعقيدات التي تتسم بها اوضاعنا الا ان الاردن لم يكن في عزلة عما يحدث فقد بقي مواكبا للتغيرات ومتفاعلا مع الجهود العالمية المبذولة لوقف التدهور والخلاص من هذا الوباء.
في معاركنا الفردية والجماعية مع الفيروس الغاشم لا أسلحة لدينا غير الكمامة والتعقيم على الصعيد الوقائي والمطعوم الذي قد يسعفنا في الدفاع اذا ما حصل الاختراق والدخول الى اجسادنا. على الجانب الوقائي نسعى بكل ما أوتينا ان نحد من الاختلاط والتفاعل فقد توقفنا عن المصافحة وألغينا طقوس التقبيل واصبحنا اكثر حذرا في اداء كل النشاطات والفعاليات التي لا مناص منها.
الحكومة الاردنية التي تسابق الزمن في محاولاتها للحد من الانتشار وخفض معدلات الاصابة والتقليل من الويلات وما يصاحبها من خوف وقلق مجتمعي اعلنت ومنذ اسابيع عن تعاقدها على كميات من المطاعيم تكفي لتحصين الاجهزة الطبية والفئات والشرائح الاكثر عرضة والاشد حاجة لما يساعدهم على التغلب على الفيروس اذا ما تعرضوا له.
أقبلت كما اقبل الآلاف على التسجيل بالمنصة التي اعلن عن ايجادها لاستقبال الطلبات وادامة التواصل مع الراغبين والمستعدين لتلقي المطعوم. منذ اليوم الاول للتسجيل وانا احاول الاستعلام عما اذا كنت قد استكملت المطلوب دون فائدة تذكر. كنت بحاجة الى ان اعرف اذا ما دخلت سجلات المنصة وعن التاريخ المحتمل لتلقي المطعوم وفيما اذا كان ما قمت به كافيا.
المنصة التي تتلقى الطلبات ترسل لي رقما مرجعيا تلو الآخر حتى ان مخزوني من الارقام المرجعية كاد ان يستنفد جميع الاحتمالات التي تنتج عن ترتيب الارقام الاحادية دون الحصول على الاجابة. كعادة كل الاردنيين استنجدت بكل الذين اعرفهم في الحكومة ومن اعتقدت ان لهم اطلالة على نظام التطعيم دون فائدة. لقد تواصلت مع اطباء في وزارة الصحة ووزراء في الحكومة وبعض العاملين في ادارة الازمات دون فائدة او اجابة.
لا اعرف حتى اليوم اذا كان الخلل في مهاراتي المتعلقة في التعامل مع التكنولوجيا او في قدرة وكفاءة النظام الالكتروني وما يرفده من ادارة في الاجابة على الاسئلة الملحة للمواطن الملهوف الذي يسعى لحماية نفسه والقيام بما طلبته السلطات.
في اعتقادي ان الحاجة قائمة للاتصال الفعال مع المواطنين لإبلاغهم وتطمينهم والاجابة على اسئلتهم. صحيح ان الكوادر الصحية تقوم بجهود كبيرة ومثمرة لكن الاتصال والتوضيح والارشاد والتوجيه وبعث الطمأنينة لدى الناس مهمة بأهمية ما يقومون به وهم يتصدون للوباء في المستشفيات والعيادات والمختبرات. كنت أتمنى ان تخرج المؤتمرات الصحفية التي يجريها وزير الصحة وطاقمه عن العموميات والارقام لتقول لنا نسبة من تلقوا اللقاح ممن هم ضمن الفئة المستهدفة في المرحلة ومواصفات الأشخاص المشمولين في المرحلة وتمكين الناس كل الناس من معرفة التاريخ المحتمل لحصولهم على اللقاح.