لابد لأي شخص أن يتسائل، لم نصادف دائماً أحلاماً غريبة مليئة بالأمور الغريبة الخارجة عن نطاق المنطق والعقل؟ ولكن ذلك يعود لسبب بسيط وهو أننا نحاول إدراك أحلامنا وفهمها بطريقة حرفية ومطابقة لعقولنا الواعية، مع أن الحقائق العلمية أثبتت أن الأحلام يتم صنعها بواسطة العقل الباطن، أو اللاواعي، وهو لا يستند طبعاً للتعابير الواقعية والمنطقية التي ندركها في وعينا وإنما يستخدم عوضاً عنها تخيلات وأشكال مرادفة تعبر عنها صورياً، لذا فإن المفتاح الرئيس لفهم الأحلام هنا يكمن في النظر الى ما داخل الحلم, وليس إلى ظاهره.
وبغض النظر عن مدى غرابة الحلم أو عشوائية محتواه فإن هنالك بعض الأمور الرئيسية التي يجب أن تدركها لتصل لمعرفة أوضح عما يكمن خلفه من معاني وحقائق، وقد أحضرنا لكم 3 قواعد رئيسية في هذا المجال لتتمكن من خلالها فهم أحلامك وإستيعاب المعاني الكامنة ورائها بشكل أفضل:
1- إن لغة الحلم تستخدم الإستعارات، لأن لغة الحلم هي لغة العقل الباطن (الحالم) وهي لغة فريدة؛ وتعبر عن كيفية تواصل الدماغ الحالم، وتتمثل المعلومات المعالجة تمثلاً عظيمًا بالتداعي والرمز والاستعارة والصور البصرية, بحيث تتواصل الأحلام باستعمال التوليفات الصورية على نحو مطابق لتواصلنا بالتوليفات اللفظية في حياة اليقظة.
فإذا حلمت عن موضوع معين، فالحلم لا يتعلق بالضرورة بصورة مباشرة بهذا الموضوع، لأن الأحلام تتحدث بلغة رمزية عميقة، لأن عقلك الباطن يعمل على توفير صورة مماثلة للموضوع الذي تحلم عنه في الحقيقة بشكل رمزي، أي أننا نستطيع أن نبحث عن هذا الإستعارة التي رأيناها في الحلم ونحاول معرفة ما تشير إلية وتعنيه في حياتنا الواقعية، ونكون بذلك قد إكتشفنا حقيقة هذا الحلم.
2- إن الأحلام تكون دائماً مرتبطة بما حدث في اليوم السابق، فبغض النظر عمّا مررت به في اليوم السابق من مواقف أو حوارات أو منجزات أو أحداث أو مصاعب فإنك في الغالب ستحلم بها أو بأحدها في ليلة ذلك اليوم بطريقة معينة وبرموز معبرة عنها بطريقة أو بأخرى.
حاول التأكد من سؤال نفسك عن العلاقة بين ما قد حلمت به الليلة الفائتة وما مررت به من أحداث في اليوم السابق, وقد يساعدك تذكر أحداث اليوم السابق ومقارنتها ترادفياً مع أحداث الحلم ومجرياته بشكل عام للحصول على صورة منطقية عن التعبيرات والإستعارات والتشابيه التي ظهرت في منامك.
3- إن أحلامك تتعلق بك أنت فقط ومايحصل معك، فإما أن تكون منبهات فسيولوجية من الجسم والبيئة المحيطة, كأن يكون الشخص جائعاً فيحلم أنه يأكل، أو يسلط على عينيه ضوء أحمر فيحلم أنه يشاهد حريقاً هائلاً، أو أن ينام وتحت جنبه جسم صلب فيرى في نومه أن أحدا يطعنه أو يضربه بحديدة، وكلنا جرب حين نتناول عشاءاً ثقيلاً فقد نحلم بكابوس مخيف، وحين تمتلئ المثانة بالبول في ليالي الشتاء الباردة قد نحلم أننا نتبول، وقد يحدث فعلاً.
ومن ناحية أخرى قد تكون الأحلام عبارة عن مشاهد من الذاكرة, كأن تكون المشاهد التي يراها الشخص أثناء أحلامه هي عبارة عن مشاهد رآها قبل ذلك في يقظته وهي مخزونة في الذاكرة حتى منذ الطفولة المبكرة, أو مواقف حصلت أمامه في اليقظة أو مع أحد من أقاربه أو أصدقائه أو معارفه.
وتذكر، إن الأحلام عبارة عن لغة مختلفة، تعتبر لغة رمزية, وما إن تتمكن من فهم هذه اللغة ورموزها، فإنك ستفهم أحلامك والعالم من حولك بشكل أفضل مما سبق بكثير.
وهذا النوع من الفهم للحياة سيمكنك من إتخاذ قرارات أفضل، وتحسين علاقاتك الإجتماعية, وتجنب العوائق والمصاعب، والأهم من كل ذلك فإن فهم لغة أحلامك سيوضح لك كيف تسير بالطريق السليم دائماً والوصول إلى هدفك في هذه الحياة، فكافة الأجوبة التي قد تكون بحاجة للوصول لها هي موجودة بداخلك أساساً، فإن أصوب وأحكم جزء في جسمك يتحدث إليك دائماً خلال أحلامك، فإجعل من أحلامك أفضل صديق وناصح لك، وإستمر بالحوار الفعّال والإيجابي.