الاضطراب ثنائي القطب هو مرض عقلي يسبب تغيرات شديدة وحادة في المزاج، ويمكن لهذه التحولات في المزاج أن تحدث تقلبات مفاجئة في المشاعر بحيث تتحول من مشاعر فرح وسرور إلى مشاعر حزن عميق بكل سهولة، وبالتالي ضعف القدرة على العمل ومواكبة متطلبات الحياة الشخصية.
ويؤثر هذا الاضطراب على حوالي 2.8 في المائة من البالغين الأمريكيين في كل عام، وهو بمعدل متساوٍ بين الرجال والنساء، ويمكن أن تختلف خصائص وتأثيرات هذا المرض بشكل كبير بين الرجال والنساء، ولمعرفة المزيد عن حقائق وأعراض اضطراب ثنائي القطب، تابعي معنا حتى نهاية المقال.
ما هي أنواع مرض اضطراب ثنائي القطب؟
الأنواع الثلاثة الرئيسية للاضطراب ثنائي القطب هي:
اضطراب ثنائي القطب المستوى الأول
يتضمن تشخيص الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول على الأقل نوبة هوس أو نوبة مختلطة تستمر لمدة أسبوع على الأقل أو تؤدي إلى دخول المستشفى، وقد تكون النوبة قد حدثت قبل أو بعد نوبة هوس خفيف أو اكتئاب، ومع ذلك يمكن أن تكونين مصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول دون الإصابة بنوبة اكتئاب.
اضطراب ثنائي القطب المستوى الثاني
يتضمن تشخيص الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني نوبة اكتئاب رئيسية حالية أو سابقة تستمر لمدة أسبوعين على الأقل، ويجب أن يكون الشخص قد أصيب أيضًا بنوبة هوس خفيف حالية أو سابقة، وقد تكون النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.
اضطراب دوروية المزاج (المزاج الدوري)
قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب دوروية المزاج من أعراض الاضطراب ثنائي القطب المستمرة التي لا تفي بالمعايير الكاملة لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب من النوع الاول أو النوع الثاني، وفي الحقيقة يعتبر اضطراب دوروية المزاج أقل حدة من اضطراب ثنائي القطب، بحيث أنه ينطوي على تكرار لأعراض الهوس الخفيف والاكتئاب التي لا تصبح شديدة لتشخيص الاصابة باضطراب ثنائي القطب، وقد تستمر هذه الأعراض بشكل عام لمدة عامين.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
من المهم فهم الخصائص الأساسية للاضطراب ثنائي القطب، حيث يمكن أن يساعدك هذا على فهم كيفية تأثير هذا المرض وخاصة على النساء، وتشمل أعراضه الرئيسية ما يلي:
الهوس
الهوس هو حالة مزاجية مرتفعة، حيث أن ما يحدث خلال نوبات الهوس هو الشعور بحماسة عالية وحيوية وإبداع، وقد تشعر أيضًا بالعصبية، ومن المرجح خلال هذه الحالة أن ينخرط الشخص في سلوكيات عالية الخطورة مثل تعاطي المخدرات أو زيادة النشاط الجنسي، أو قد يقوم بإنفاق المال بحماقة أو حتى استثمار سيء للأموال أو أي طريقة متهورة أخرى.
الهوس الخفيف
الهوس الخفيف هو شكل أقل حدة من الهوس، فما يحدث خلال نوبات الهوس الخفيف هو الشعور بحالة مزاجية مرتفعة مشابهة لتلك التي تحدث مع الهوس ولكنها تبقى أقل حدة في جميع الأحوال ولها تأثر أٌقل على قدرتك على العمل، وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بهوس خفيف من الرجال.
الاكتئاب
الاكتئاب هو حالة مزاجية منخفضة للغاية، وما يحدث خلال نوبات الاكتئاب هو أنك تشعر بحزن شديد مع فقد كبير للطاقة، وتستمر هذه النوبات أسبوعين على الأقل، لهذا السبب يمكن أن تسبب نوبات الاكتئاب ضعفًا شديدًا، وأيضًا تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب.
الهوس المختلط
بالإضافة إلى نوبات الهوس والاكتئاب المنفصلة، قد يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من شيء يسمى الهوس المختلط، ويعرف أيضًا باسم الحلقة المختلطة، بحيث يواجه الشخص أعراضًا مشابهة لكل من الهوس والاكتئاب يوميًا لمدة أسبوع أو أكثر.
عوامل خطر يجب مراعاتها
يمكن للعديد من عوامل الخطر المعروفة أن تزيد من من احتمالية الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب لدى النساء، وتشمل هذه العوامل:
أن يكون أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا باضطراب ثنائي القطب
تعاطي المخدرات
أحداث الحياة العامة مثل خسارة أحدهم بعد وفاته أو الخروج من علاقة وتجربة صادمة
من ناحية أخرى، يعتقد أن النساء المصابات بالاضطراب ثنائي القطب معرضات لخطر متزايد بسبب التقلبات الهرمونية، ويمكن ان تحدث هذه التقلبات بسبب:
الحيض
اضطراب ما قبل الحيض
سن اليأس
ويمكن أن يكون أيضًا لدى النساء المصابات بالاضطراب ثنائي القطب احتمالية أكبر للإصابة ببعض المشاكل الصحية الأخرى مثل:
اضطرابات الأكل
السمنة
صداع نصفي
مرض الغدة الدرقية
وبينما يمكن أن يعاني كل من الرجال والنساء من الاضطراب ثنائي القطب، فإن هذا المرض يؤثر على كل منهما بشكل مختلف، وخاصة لدى النساء وذلك بسبب دور الهرمونات التناسلية للمرأة، ولكن لحسن الحظ مع العلاج الطبي المناسب وإدارة الأعراض لا تزال النساء المصابات بالمرض يتمتعن بنظرة إيجابية للحياة، وفي الوقت ذاته لا يزال الأطباء يواصلون القيام بخطوات واسعة في فهم الاضطراب ثنائي القطب وخصائصه الفريدة لدى النساء.