الحقائق على أرض الواقع بالنسبة لفيروس كوفيد – 19 أو « كورونا « وفقا لمتابعاتي – كما كثيرين غيري تؤكد ما يلي :
– ارتفاع متزايد في أعداد الاصابات تجاوزت نحو ( 45) مليون مصاب عالميا.
– ارتفاع اعداد الوفيات لتتجاوز ( مليونا و180 الف حالة وفاة ).
– الدمار الاقتصادي الشامل لكافة القطاعات الاقتصادية في العالم يتزايد، وما صرف لمواجهة الجائحة ومن باب التقليل من الخسائر زاد على الـ ( 12 تريليون دولار ).
– كل الانباء عن قرب التوصل الى لقاحات نهاية العام والربع الاول من العام المقبل، مجرد تكهنات متفائلة قد تتم وقد تتأجل.
– الحديث عن قرب انتهاء الجائحة العام المقبل أو الذي يليه بات ضربا من الخيال، فالجائحة مستمرة لسنوات لا يعلم مداها غير الله.
– جميع تقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المتفائلة لاقتصادات العالم في العام المقبل مبنية على فرضيات أيضا غير واقعية تماما، وكما سبق و توقعت أرقاما نهاية العام الحالي ثم عادت لمراجعتها، وربما تعود لمراجعة « المراجعة ذاتها « !!
– يجري الحديث في العالم الان عن موجة ثالثة لهذه الجائحة.. وكل الدراسات العلمية السابقة تصر الجائحة على نسخها على أرض الواقع سريعا.. فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت دراسات تقول أن حرارة الصيف ستخفف من الوباء وقد تقضي عليه واذا به يتجدد بموجات ثانية وثالثة.. ودراسات كانت تربط بين الاصابة والمناعة والعمر والامراض المزمنة أيضا لم تصمد طويلا بعد أن أصاب الوباء شبابا كانوا أصحاء وأطفالا فلم يوفّرالوباء أحدا.. ودراسات أخرى كانت تقول بأن من يصاب بالفيروس ثم يتعافى سيكتسب مناعة بعد شفائه..لتأتينا الاخبار من أكثر من بلد عن تجدد اصابة أناس سبق وأن تعافوا من الوباء ثم عادت اليهم الاصابة لسبب أو لآخر.. والامثلة تطول.
ما اود التوصل اليه هو ما ذكرته مرارا وتكرارا من حالة « عدم اليقين « المتعلقة بجميع التوقعات الصحية للوباء وحتى التوقعات الاقتصادية والاجتماعية.. وما دمنا لم نصل الى لقاح يوقف تمدد وتجدد الوباء فستبقى حالة «عدم اليقين» أو التخبط في التوقعات والدراسات والتكهنات الصحية والاقتصادية مستمرة، من هنا يجب أن تكون خططنا وبرامجنا تقوم على أمرين مؤكدين :
الاول : التعايش مع وباء لا أحد يعلم متى وكيف سينتهي الا الله، وتعايشنا عنوانه الالتزام ثم الالتزام بمتطلبات : الكمامة والتباعد والاحتياطات الاحترازية والتشدد بتطبيق أوامر الدفاع حفاظا على صحتنا، لتصبح كل تلك السلوكيات جزءا من حياتنا اليومية دون الالتفات الى الوراء في كثير من عاداتنا وتقاليدنا التي باتت تتعارض وموجبات الوقاية من الوباء.
ثانيا : علينا أن ندرك تماما أن ما نتخذه من خطط اقتصادية انما هو محاولات للتقليل من الخسائر وليس التعافي الذي تفصلنا عنه سنوات – كما جميع العالم – وأن ما نتخذه من احتياطات صحية وفي مقدمتها الحظر الاسبوعي وحظر الساعات اليومي والاغلاقات المناطقية وغيرها الهدف منها أيضا محاولات التقليل من أعداد الاصابات والوفيات حتى اكتشاف اللقاحات.
لست متشائما ولكن وفاة 5 أطباء من الجيش الأبيض توفاهم الله وهم في الصفوف الأمامية لمحاربة هذا المرض ونحسبهم عند الله شهداء، واقتراب الاصابات أمس من حاجز الـ 4 آلاف اصابة.. يجب أن يوقظ فينا جميعا مزيدا من الحيطة والحذر في مواجهة معركة جد خطيرة،علينا جميعا.. حكومة، واعلاما، ومواطنين أن نكون أكثر شفافية وواقعية وحزما مع كل ما يجري حتى نفهم ما يمكن فعله على أرض الواقع بعيدا عن الحسابات الخطأ..صحيا، واقتصاديا، واجتماعيا.. فالوضع لا يحتمل.