صدى الشعب – إيمان طلال
مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تتصاعد معاناة المواطن الأردني في مواجهة كلفة التدفئة المرتفعة، لتتحول الحاجة إلى الدفء إلى تحدٍّ يومي يثقل كاهل الأسر محدودة الدخل, وفي ظل ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء وتراجع القدرة الشرائية، يجد كثير من المواطنين أنفسهم مضطرين للجوء إلى وسائل تدفئة أقل كلفة، يفرضها الواقع الاقتصادي أكثر مما يختارونها هم بإرادتهم.
وهذه البدائل، التي انتشرت على نطاق واسع بسبب انخفاض أسعارها وسهولة الحصول عليها، تحمل في طياتها أبعادًا تتجاوز الجانب المادي، لتطال السلامة العامة والصحة والبيئة, حيث تكررت خلال موسم فصل الشتاء الحالي, حالات الاختناق والوفيات جراء استخدام وسائل التدفئة الأقل كلفة.
وبهذا الإطار، قال الناطق الاعلامي للجمعية الوطنية لحماية المستهلك ماهر الحجات أنه يتوجب على المواطنين قراءة ب طاقة البيان المثبتة على وسائل التدفئة أو الموجودة بكتيب التعليمات المرفق مع الصوبات بكافة أنواعها بشكل صحيح, وتطبيق هذه التعليمات كما هي, نظرا لأهميتها, من أجل تجنب وقوع الحوادث وأيضا بعض المدافئ تكون غير اقتصادية مما يكبدهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها .
وحول سؤال عن مدى وجود مدافئ في السوق غير مطابقة للمواصفات والمقاييس، وما خطورتها الفعلية, أجاب الحجات, أنه يوجد بعض المدافئ غير المطابقة للمواصفات المطلوبة, نتيجة لبعض العيوب المصنعية أو تكون مدافئ مقلدة للماركات الأصلية وتُصنع وتُجمع بطرق غير قانونية وتنتشر نتيجة لضعف الرقابة على هذه المنتجات.
وأرجع الحجات في حديثه لـ “صدى الشعب” سبب لجوء المواطنين إلى شراء بعض المنتجات رخيصة الثمن, خاصة وسائل التدفئة, بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها أو لجهلهم أو عدم اهتمامهم بمعايير السلامة العامة, والتي يجب اتباعها قبل استعمال المدافئ.
كما اعتبر أن المسؤلية تقع على الجميع, فالمستهلك مُطالب بالوعي والاهتمام بتطبيق معايير السلامة العامة, حفاظا على حياته وحياة أسرته, والتاجر مطلوب منه مخافة الله من خلال انتاج أو تصنيع أو استيراد مدافئ أصلية مطابقة للمواصفات والقواعد الفنية المعمول بها, والجهات الرقابية يجب أن تكون رقابتها مكثفة ودورية على مدار العام.
وطالب بزيادة الرقابة والتفتيش, باعتبارها غير كافية, وزيادة الكوادر التي تقوم بعمل الجولات التفتيشية على المحلات وعلى المصانع, من أجل أن يلتزم التاجر والمصنع بإنتاج وبيع أجهزة مطابقة وامنة.
وكانت المملكة شهدت خلال الفترة الماضية وفاة عدد من المواطنين اثر حالات اختناق بسبب مدافى غاز.






