شيعت جموع من مختلف انحاء المملكة اليوم الدكتور علي عطالله القطامين، بعد رحلة طويلة مع المرض. وتكتنز سيرة الراحل بالمواقف القومية التي سطرتها ايامه في الكويت والعراق وتاليا في الاردن اذ كان من اصدقاء الزعيم الراحل صدام حسين فقد سجلت حياته منذ وصوله الكويت ١٩٦٣ مهام وانشطة ليكون رقما صعبا في حزب البعث ومكنته منزلته من جمع زعامات من حزب البعث للقاء صدام، لوقف الحرب مع ايران، دون جدوى وقال الراحل في لقاء مع الصحفي غازي العمريين، قبل فترة، ان الزعيم صدام، طلبه ليكون سفيرا للعراق، في دولة يختارها، لكنه رفض، مانحا الاولوية للعراقيين.. وما كان بالوسع مشاهدة ابويه الا بالوزيرية في بغداد، ذات يوم وكان رحمه الله ولد عام ٤١ وعاد من الكويت للاردن عام ١٩٨٦ ولعل من اروع ما كتب شقيقه الاعلامي د. عبدالمهدي القطامين، بعد رحيله امس، اذ كان يتلقى العلاج في المستشفى العسكري في محافظة الطفيلة في نص حزين، جاء فيه “الى علي اخي صديقي واخي الذي التقيته لاول مرة بعد ان بلغت من العمر اربعة عشر عاما” . بعد هذا العناء وبعض ما الم بالقلب من مسيرة ظلت دوما في عين العاصفة ها انذا ابوح ببعض ما خبأته عن العيون عام ثلاثة وثمانين. كنت انا في بغداد وكنت انت في الكويت حيث حططت رحالك بعد ان ضيق الحكام العرب عليك حركتك واحصوا انفاسك خوفا ووجلا من فارس يطيب له ان يكون حيث تكون الكلمة الحرة الرافضة لبؤس الواقع. قلت لي …لقد دفعت ثمنا باهضا عن الامة العربية وما زلت …فرددت عليك وهل تستحق ؟ قلت لي ان الامم لا تموت لكنها تنهض كالعنقاء ..وقلت لي يا صغيري لا تهادن على مبدأ…. وكنت اشفق عليك من عبء حمل المبادىء . حين طاردتك انظمة الامة البوليسية لجأت الى اقطار لم تكن لوثتها سياسة القطرية وذهلت حين رأيت معك خمس جوازت سفر تعود لاقطار عربية واخرى اجنبية اجتمعت على ان تناهض الاستعمار وتنادي بالحرية للشعوب من طغيان قادتها. رحم الله الفقيد، وجعله في عليين مع الشهداء والابرار والمؤمنين. وكلما لاحت ثورة هنا او هناك كنت اول الملبين لندائها وكنت لم تزل طري العود غض الاهاب لكن النفس التواقة للحرية كانت الاقوى والأشد . في المستشفى، وقبل الرحيل، اشفقت على الممرض وهو يحاول ان يسحب بعضا من دمك وتخونه المحاولة ….اشفقت عليه وغضبت ليتروى قليلا فهذا الشريان الذي يبحث عنه كان منذورا للأمة وصاحبه تلقى من خيباتها ما اثقل عليه. لكنني عذرت الممرض فهو لا يعلم اي نفس بين يديه ابت ان تسكن اللحم والعظما . يا علي ….يا ابا فراس ثمة الكثير من الذكريات لم تقلها بعد فانهض ايها الرجل وقل لي اي دروب عز وعفة نفس وانفة لم تطرقها بعد ..وقل لي عن فلسطين التي احببت وعن البعث الذي جعلته دربا لك ولنا … وقل لي عن اول مظاهرة اشعلتها في الكرك وانت في الصف الثالث الاعدادي رفضا لحلف بغداد وانتصارا للامة ….قل لي عن ثورة ظفار حين كنت تؤجج نارها طلبا للحرية …وعن وساطتك مع الراحل صدام حسين لتوحيد جناحي البعث …وعن رفاقك الذين رحلوا حاكم الفايز وضافي الجمعاني ومجلي نصراوين وكوكبة ابدا لم تساوم. ثمة الكثير من الحكايا كنت انتظرها منك يا ابا فراس واريدك ان تفضي بها لي فأرجوك لكنك لم تطاوع شقيقك الاصغر . رحم الله فقيد الوطن، وادخله الجنة، وجعله في عليين مع الابرار والشهداء والمؤمنين