صدى الشعب – عبدالرحمن البلاونه
نظمت جمعية صالون الرصيفة الأدبي، بالتعاون مع مديرية ثقافة الزرقاء، ومديرية العلاقات العامة في بلدية الرصيفة، حلقة بحث، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، في قاعة الملك عبد الله الثاني للمؤتمرات، التابعة لبلدية الرصيفة، بحضور رئيسة الجمعية عزيزة الدعجة، ونائب رئيس الجمعية، عبدالخالق عزيز، والدكتورة انتصار الزيود، والناقد محمد المشايخ، وعدد من الأدباء والشعراء والمثقفين، في قاعة الملك عبد الله الثاني للمؤتمرات، التابعة لبلدية الرصيفة.
وعبرت الدعجة عن سعادتها بمشاركة جمعية صالون الرصيفة الأدبي، العالم في احتفالاته باليوم العالمي للغة العربية، التي تُعدّ ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، كما انها إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان الكرة الأرضية، وقدمت شكرها لمديرية ثقافة الزرقاء، ولبلدية الرصيفة، وللمتحدثين والحضور، على إنجاح هذه الندوة.
بدورها، قدمت الدكتورة الزيود ورقة بحثية بعنوان “أهمية استخدام اللغة العربية الفصحى، بينت فيها أن استخدام كلمات بلغات أجنبية عبر مواقع التواصل وفي الندوات والمحاضرات الوجاهية يؤدي إلى فكرة أن اللغة العربية عاجزة عن توليد المصطلحات والمعاني خاصة مع التطور التقني، مشيرة إلى أن لغتنا العربية أكثر اللغات الحية التي تغطي متطلبات الحداثة في عصرنا هذه، وتنتج ما لا يمكن انتاجه من مفردات وأدوات اشتقاقية”.
من جهته، ألقى الشاعر سمير عبد الصمد قصيدة في اللغة العربية، وقال نثرا: “لغتُنا العربية هي جزء من هويتنا الجامعة، التي تربطنا بنحو نصف مليار ناطق بها، كما أنها تصلنا بماضينا القريب والبعيد، فنجد فيها متعة التواصل والالتقاء مع أجيال سبقتنا، وتركت لنا إرثًا لا يضاهى من الفنون والآداب والعلوم. وأضاف: “أيها المُحبُّون لغتَكم، اتركوها تنطلقُ كمُهرةٍ أصيلةٍ تجري في ميدانها دون عنانٍ، اعشقوها بكلِّ ما لديكم من طاقاتِ العشق، دللوها بكل ما تختزنون من مشاعرَ صادقة، ودفء إنساني”.
بدوره، تحدث الأديب محمد رمضان قائلا: “يأتي الاحتفال باللغة العربية في يومها العالمي، للتأكيد على مكانتها باعتبارها لغة حضارة اسهمت في نقل المعارف وبناء الجسور الثقافية بين الشعوب، ولتسليط الضوء على التحديات التي تواجه العربية في العصر الرقمي، وللدعوة إلى تعزيز حضورها في التعليم والمحتوى الألكتروني والترجمة”
وقدّم الناقد محمد المشايخ في الجزء الثاني من الحلقة، الأديب حسن منصور الذي كانت ورقته بعنوان: “أثر وسائل التواصل الاجتماعي الألكترونية على اللغة العربية”، وقال فيها:” إن هذه الوسائل سلاح ذو حدين، أي فيها النفع وفيها الضرر، ولذلك فإن طريقة استخدامنا لها يمكن أن تغير لغتنا وتفيدنا، أو يمكن أن تضر اللغة ومن يتعلمونها من تلاميذنا في مدارسهم، وختم حديثه بالقول: “لا يمكن الاستغناء عن دروس الخط العربي في المدارس لكي يمارس التلاميذ الكتابة العربية تحت إشراف معلميهم المتدربين على ذلك والمؤهلين للتعليم الصحيح للكتابة العربية.
أما ورقة الدكتور محمد غسان الخليلي، فقد بحثت في الجانب الاعجازي البياني في القرآن الكريم حين يتكلم عن العلاقة الخاصة بين الزوجين يعبر عنها بالكناية بكلام تلميحي غير تصريحي، كما بحثت في جانب الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم في بعض المفردات القرآنية والتي ينقلب معناها عندما يحصل تغيير بسيط بين الحروف ككلمتي (جنف – حنف)، فالأولى تعنى الميل عن الحق إلى الباطل، والثانية تعني الميل من الباطل إلى الحق”.
وفي نهاية الحلقة، القى الشاعر محمد ذيب سليمان اثنتين من قصائده في اللغة العربية، قال فيها تحت عنوان” هودج الكلمات”: روض البنفســج لن يكون نضيــرا/في نفس من فَقدَ الجمـال حضــورا/ والــروح إن فقَدتْ مواسم فجرهــا/أضحت كطيـبٍ قـد أضــاع عبيــــرا / لكنـَّــها اللغة الجميــــلة وحــــدها/ مُتنفـَّــس يجلــو لديـــك شــــــعورا/ تهفـو اليــها الــروح شأن فراشــة/أتـت الشــموع تشَــوُّقــاَ وحبــــوراَ/تسري كما الأنفــاس يُغرق جوفهـا/بلذيــذ شـــوق قــد أذاب صــــدورا/وهـي التــي حفظـت لنـــا ميراثنـــا/والشعر جــاء مع الحــروف نميـرا)وقال: “لغــة البنفسج قــد أحاط بها النـدى/لمــا غــدا الذكـــر الحكيم ســـميرا/وتنـــزلـت آيــاتـــه بحـــروفهــــا/فغــدا الكمــال بجرســهـا مسحورا/لله درك يـــا عروس دفـــاتـرى/مـــا زلت نهـــرا بــالعطاء جـديــرا/مــا زلت مهــدا للحضارة مـائســا/مـــا زال قلبي في هـــواك اســـيرا”.
وقد انبثقت عن هذه الحلقة سلسلة من التوصيات من أبرزها: “تفعيل قانون حماية اللغة العربية الذي أصدره مجمع اللغة العربية الأردني ،والذي يلزم الجهات الحكومية والخاصة باستخدام العربية في اللافتات، ويشترط أن تكون باللغة العربية أولاً وأكبر حجماً عند إضافة لغة أجنبية، وتُعاقب المخالفات بغرامات”، وأيضا دعوة الجامعات العربية إلى تدريس المواد العلمية كالطب والهندسة باللغة العربية، ودعوة وزارة التربية والتعليم، لتعليم الطلبة في مختلف مراحلهم الدراسية: قواعد اللغة العربية وصرفها وبلاغتها وفقهها، إلى جانب الخط العربي.






