صدى الشعب – كتبت م.ندى أبو عبده
ما قدمه المنتخب الأردني في نهائي كأس العرب أمام المغرب يستحق كل التقدير. عشرة على عشرة، ليس فقط من منظور التحليل الفني، بل كشهادة على الروح القتالية والإصرار والعزيمة التي أظهرها الفريق حتى اللحظة الأخيرة. عشنا خلال المباراة لحظات من الفرح والإثارة عندما تعادل النشامى بالهدف الأول، ثم تقدموا بالهدف الثاني، وحافظوا على تقدمهم حتى الدقيقة 88، مما أثار شعورًا كبيرًا بالفخر لكل مشجع أردني.
كان هذا النهائي تعبيرًا حقيقيًا عن إيمان المنتخب الأردني بقدرتهم على المنافسة. الفريق لعب بقلبه قبل قدميه، وواجه منتخبًا كبيرًا له تاريخ طويل بالألقاب، دون أي خوف أو تردد. النشامى تمكنوا من كسر عقدة المغرب التي كانت تبدو مستحيلة، وأثبتوا أن الأداء المذهل والمثابرة تصنع الفارق.
ما يميز هذا المنتخب الأردني هو روح الفريق المتكاملة. لم يعتمد على أسماء معينة أو نجومية فردية، بل عمل الجميع كجسد واحد، خاصة في الشوط الثاني، حيث حول النشامى الملعب إلى ساحة للإصرار والتضحية. والفخر لنا جميعًا أن علي علوان أصبح هداف البطولة، ليضيف إنجازًا جديدًا إلى سجل النشامى ويعزز اعتزازنا بالفريق الوطني.
الحظ كان له دوره في ترجيح كفة المنتخب المغربي، لكن النشامى قدموا كل ما لديهم من عزيمة وإيمان حتى النهاية.
بعد المباراة، عبّر الملك عبد الله الثاني بن الحسين عن فخره بأداء النشامى في كأس العرب 2025، مشيدًا بدعم الجماهير الأردنية، ومؤكدًا اعتزازه بما قدمه المنتخب الأردني ومتمنيًا لهم التوفيق في الاستحقاقات المقبلة. كما أعربت الملكة رانيا عبر صفحتها الرسمية: “فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة. شكراً على تمثيل بلدنا بأجمل صورة، وعلى كل لحظة فرح عشناها معكم، وشكرًا للجمهور… ما قصرتوا. ومبروك للمنتخب المغربي الشقيق”. وولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني قال: “رفعتوا معنويات كل الأردن، وفخورون بكم وبما قدمتم… المرحلة المقبلة مهمة ونحن معكم خطوة بخطوة… واليوم أبدعتم”.
الوصول إلى نهائي كأس العرب إنجاز كبير على المستوى الرياضي والمعنوي، رفع من ثقة جيل كامل رأى النشامى يواجهون بشجاعة واحترام منتخبًا عريقًا، وأكد أن الحلم أصبح ممكنًا، وأن الفارق لم يعد كبيرًا كما كان.
كنا نتمنى أن نشهد احتفالاً أكبر بالفضية في الملعب، أمام الجماهير والمشاهدين الذين شعروا أن هذا الإنجاز غير مسبوق. الفضة تعكس مسارًا ناجحًا ورسالة قوية بأن النشامى حاضرون بقوة في الساحة العربية.
ما تحقق في نهائي كأس العرب هو نتيجة سنوات من العمل والصبر والثقة في مشروع النشامى. الألقاب مسألة وقت فقط، وعندما تأتي، ستكون مستحقة بكل جدارة.
ولنا أيضًا حلم كبير بكأس العالم، وعلينا أن نتمسك بهذا الحلم ونعمل جاهدين لتحقيقه. الأردن مصمم على الوصول إلى القمة، ونحن واثقون أن النشامى سيواصلون التفوق على أنفسهم وإسعاد الجماهير الأردنية.
شكرًا يا نشامى، شكرًا يا أبطال! رفعتم طموحنا بعد مواجهة المغرب ببسالة، وأكدتم أن الروح الأردنية قادرة على مواجهة كل التحديات.






