العدوان: الوزارة تعمل على إنشاء 20 مأوى موزعة في مختلف أنحاء المملكة
صدى الشعب – عبدالرحمن البلاونه
عبر مواطنون في محافظة الزرقاء عن غضبهم الشديد واستيائهم، بسبب تجاهل الحكومة ممثلة بوزارة الإدارة المحلية للمناشدات التي يطلقونها تجاه الخطر المحدق بأطفالهم، وهي مكتوفة الأيدي، وعاجزة أمام ظاهرة الكلاب الضالة، التي باتت تؤرق المجتمع، وتدخل الرعب في قلوب الأهالي الذين يرتعدون خوفاً على أبنائهم عند خروجهم من المنازل، وأثناء توجههم إلى المدارس، بسبب تواجدها الدائم في الأحياء السكنية، وبالقرب من حاويات النفايات، بحثاً عن بقايا الطعام.
جاء ذلك خلال حديثهم لصحيفة صدى الشعب، مؤكدين أن الكلاب الضالة تغزو أحياء الزرقاء وتهاجم المواطنين في مختلف مناطق المدينة، كغيرها من مدن المملكة، متسائلين عن الأسباب التي تمنع الجهات المعنية من اتخاذ الإجراءات المناسبة لإنهاء هذه الظاهرة.
وقال أحد المسنين ” أبو عادل “: أن قطعان الكلاب تسبب له وللمصلين الرعب عند توجههم لصلاة الفجر، وأنه يشعر بالخوف الشديد عن رؤيتها على شكل قطعان، وخاصة عندما تبدأ بالنباح.
أم آدم، مواطنة تسكن في أحد أحياء الزرقاء، قالت: أنها تقوم كل صباح باصطحاب اطفالها إلى المدرسة خوفاً عليهم من الكلاب الضالة، وخاصة بعد رؤيتها للمقاطع التي تشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي توثق هجوم الكلاب الضالة على أطفال وعقرهم في مناطق مختلفة من المملكة.
وتساءل المواطن حسن ابراهيم عن اللجنة التي أعلن عن تشكيلها أحد المسؤولين في محافظة الزرقاء قبل ما يزيد عن عام، للبدء بتجهيز مأوى للكلاب الضالة في المحافظة على مساحة 20 دونم، وذلك بالشراكة ما بين بلديات المحافظة السبع، في المنطقة الواقعة بين الهاشمية والسخنة، مشيراً إلى أن أحد المسؤولين آنذاك أكد أن هذا المأوى يأتي ضمن الخطة التنفيذية التي أطلقتها المحافظة بالشراكة مع الأجهزة الحكومية التنفيذية بالمحافظة وبالتعاون مع جمعية “عناية” للرفق بالحيوان والبيئة.
وأضاف، أن هذا حيوان له غريزة ولن يتعود على الناس بأي شكل من الأشكال، وأن الرفق بالحيوان لا يكون بتركه بلا مأوى أو طعام فمن الطبيعي أن يهاجم ليأكل أي شيء ليبقى على قيد الحياة.
وقال مواطنون: أنه يجب على “الجهات المدافعة عن الكلاب الضالة”، التي تعترض على قنصها أو تسميمها، إيجاد الحلول المناسبة، وعزلها في مأوى خاص بها، مؤكدين أن الحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم أولى وأهم من حياة الكلاب، إذا ما تمت المقارنة بين حياتها وحياة الانسان.
من جهته، أعلن الأمين العام لوزارة الإدارة المحلية، نضال العدوان، في وقت سابق، ان الوزارة تعمل على إنشاء 20 مأوى موزعة في مختلف أنحاء المملكة، بهدف الحد من انتشار الكلاب الضالة، وقال: إن الوزارة ستعمل على تهيئة هذه الأماكن لمعالجة الكلاب، وإجراء العمليات اللازمة، وتقديم المطاعيم المطلوبة للتخفيف من حدة شراستها تجاه المواطنين.
وأضاف العدوان، أن المرحلة التالية من الخطة ستشمل عمليات التعقيم والتطعيم والعزل بين الإناث والذكور للحد من التكاثر، مؤكدا أن الحكومة ستعمل على تأمين التمويل اللازم للمشروع رغم كلفته العالية، حتى لو تطلّب الأمر إعادة توجيه مخصصات مالية من بنود أخرى.
وفي لقاء سابق مع رئيس جمعية “عناية” أحمد التميمي، أشار إلى أن استراتيجية إطعام الكلاب الضالة، بالتعاون مع المطاعم ومصانع الأغذية، ستبقى مستمرة حتى الوصول إلى مجتمع آمن من خطر الكلاب.
وأوضح التميمي أن الجمعية تقدمت بدراسة شاملة وكاملة الى دار محافظة الزرقاء بما يخص انهاء ظاهرة الكلاب الضالة، وانه يتم العمل على اطعام الحيوانات خارج التجمعات السكانية من أجل الحد من انتشارها، وكانت النتائج جيدة بتخفيف من حالات العقر دخل المحافظة، مبيناً ان الجمعية لم تتلقى اي دعم داخلي او خارجي وإنما نعمل على نفقتها الخاصة.
وبين أن الجهود المتواصلة تعكس التزام الجمعية بحل هذه القضية بطريقة مستدامة وإنسانية، وأن هذا المأوى سيكون بمثابة بيئة آمنة وصحية لهذه الكلاب، وسيسهم في الحد من العقر وتحقيق مجتمع أكثر أمانًا.
وأشار التميمي إلى التحديات التي واجهتها الجمعية تتمثل بعدم تعاون البلديات بأنشاء مركز ايواء للحيوانات والكلاب الضالة بالرغم من موافقة وزارة الادارة المحلية على انشاء مركز إيواء بالتعاون مع البلديات في محافظة الزرقاء.
إضافة إلى عدم تخصيص قطعة ارض من املاك الدولة او البلديات من اجل انشاء مركز ايواء للتأهيل والتدريب ومعالجة الكلاب الضالة، وعدم توفير المطاعيم اللازمة من الوزارة المعنية من اجل الانتقال الى المرحلة الثانية من المشروع، ونقص في الاطباء البيطريين، وارتفاع أسعار اطعمة الحيوانات، والادوية البيطرية وعدم توفير ادوية بيطرية مجانية مما يؤدي الى عدم استكمال الجمعية تنفيذ اهدافها.
وأضاف أن المرحلة التالية من الخطة ستشمل عمليات التعقيم والتطعيم والعزل بين الإناث والذكور للحد من التكاثر، مؤكدا أن الحكومة ستعمل على تأمين التمويل اللازم للمشروع رغم كلفته العالية، حتى لو تطلّب الأمر إعادة توجيه مخصصات مالية من بنود أخرى.
وأمام هذه الوعود، يقف المواطنون ينتظرون إيجاد الحلول المناسبة للحفاظ على حياة أطفالهم من خطر الكلاب الضالة التي تنتشر في جميع مناطق المملكة، مسببة الذعر للمواطنين.
