صدى الشعب – ليندا المواجدة
أثارت النائب ديمة طهبوب تساؤلات واسعة حول ما تداوله بيان حكومي عن “انخفاض معدل البطالة لإجمالي السكان في الأردن إلى 16.2٪”، مؤكدة أن هذا الرقم خلق حالة من اللَّبس لدى كثير من المواطنين، ولديها شخصيًا، حول حقيقة تراجع بطالة الأردنيين بهذا الشكل اللافت.
وقالت طهبوب في تصريح لـ صدى الشعب إنّ ما ورد في البيان الحكومي بدا مناقضًا للأرقام المنشورة على مدار العام، وللواقع اليومي الذي تلامسه بصفتها نائبة “يكاد هاتفي يتفجر من رسائل وطلبات التوظيف التي لا أستطيع الإجابة عليها”، على حد قولها.
*ثلاث نسب مختلفة في الخبر الواحد*
وأوضحت طهبوب أن مراجعة تفاصيل بيان دائرة الإحصاءات العامة تظهر وجود ثلاثة أرقام مختلفة للبطالة وردت معًا في الخبر نفسه:
• 21.4٪: معدل بطالة الأردنيين فقط.
• 9.2٪: معدل بطالة غير الأردنيين (العمالة الوافدة).
• 16.2٪: معدل بطالة إجمالي السكان المقيمين في المملكة (أردنيين + غير أردنيين).
وبيّنت أن الرقم الأخير ليس مؤشرًا جديدًا لاتساع التشغيل، بل هو متوسط مرجّح يجمع بين نسبتي بطالة مختلفتين كليًا، ما يؤدي تلقائيًا إلى انخفاض النسبة الإجمالية من دون أن يعكس تحسنًا حقيقيًا في بطالة الأردنيين أنفسهم.
*ما الذي تخفيه هذه الأرقام*؟
تشير النائب إلى أن معدل البطالة الرسمي سواء 21.4٪ للأردنيين أو 16.2٪ لإجمالي السكان يعتمد تعريف منظمة العمل الدولية، التي تحتسب فقط من:
• لا يعمل،
• قادر على العمل،
• ويبحث فعلًا عن عمل خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
ولا يشمل هذا التعريف فئات واسعة موجودة في السوق الأردني، مثل:
• العاملين لساعات قليلة بدخل لا يكفي (نقص التشغيل)،
• العاملين في أعمال هامشية أو غير منظمة (البطالة المقنّعة)،
• من يئسوا وتوقفوا عن البحث عن عمل.
وتشير طهبوب إلى أن هذه الفئات لا تظهر نهائيًا في الرقم “الجميل” 16.2٪، ما يجعل الصورة أبعد ما تكون عن الواقع.
*السؤال الذي يهم المواطن*
وتقول طهبوب: “الأسرة الأردنية يهمّها سؤال بسيط: كم من الشباب والشابات يبحثون عن عمل ولا يجدونه، أو يعملون بأعمال لا تتناسب مع احتياجاتهم ومؤهلاتهم؟”
وترى أنه لا يجوز تجميل الصورة بخلط واقع الأردنيين مع واقع العمالة الوافدة، أو الاكتفاء بمؤشرات رسمية ضيقة لا تعكس البطالة المقنّعة ونقص التشغيل.
*مطالبات بتوضيح حكومي ومؤشر بطالة موسّع*
ودعت طهبوب الحكومة إلى:
1. توضيح الفرق بين معدل بطالة الأردنيين ومعدل بطالة إجمالي السكان في جميع بياناتها المقبلة، منعًا لأي لبس.
2. نشر مؤشر بطالة موسع دوريًا يشمل:
• العاطلين رسميًا،
• العاملين بنقص تشغيل،
• البطالة المقنّعة،
• ومن توقفوا عن البحث عن عمل.
وأكدت أن مثل هذا المؤشر سيمنح صورة أقرب للحقيقة عن سوق العمل، ويساعد في بناء سياسات تشغيل واقعية على أرقام “كاملة وغير مجتزأة”.
وختمت طهبوب تصريحها بأن الصدق في الأرقام هو أول خطوة نحو العدالة في الفرص ،والأردنيون يستحقون وضوحًا أكبر من مجرد عنوان عريض يقول انخفاض معدل البطالة إلى 16.2٪.
وأرجو أن يأتي يوم قريب نفرح فيه بانخفاض حقيقي في البطالة، فهو خير سيدخل كل بيت أردني، وعامل قوة وأمان للبلد.






