صدى الشعب – كوني عضو هيئة تدريس في جامعة العقبة للعلوم الطبية، أشعر كل يوم بأنني أنتمي إلى صرح يتجاوز فكرة المؤسسة التعليمية، إلى فضاء معرفي يخلق فرقاً حقيقياً في جنوب المملكة.
إن الجامعة، منذ تأسيسها، لا تكتفي بأن تكون الأولى من نوعها في الجنوب، بل تسعى لأن تكون نموذجاً يحتذى به في التعليم الطبي، قادرة على صناعة أثر يمتد إلى كل بيت، وكل مريض، وكل طالب يحمل حلماً.
في داخل أروقة الجامعة، حيث تتجاور كلية الطب، وطب الأسنان، والتمريض، والعلوم الطبية التطبيقية، يلتقي العلم بالإنسانية، ويلتقي الشغف بالمعرفة، لنصنع معاً بيئة أكاديمية لا تُشبه غيرها. بيئة تُدرّس الطب، لكنها في الوقت ذاته تُعلّم الرحمة. تُدرّس المهارة، لكنها أيضاً تُدرّس المسؤولية الأخلاقية تجاه المريض والمجتمع.
وإن أكثر ما يُشعرني بالفخر هو هذا الكادر الأكاديمي والإداري الذي لا يعمل لمجرد أداء وظيفة، بل يؤمن برسالة. نختلف في تخصصاتنا، لكننا نتشابه في الإيمان العميق بأن الجنوب يستحق هذا الصرح، وأن الأردن يستحق جامعات تُخرّج جيلاً يليق بمستقبل الطب في وطننا.
لقد شاهدتُ عن قرب شغف طلبتنا، ورأيت في عيونهم الإصرار على أن يكونوا جزءاً من تغيير أكبر. وهنا، في قلب العقبة، نضع بين أيديهم تعليماً يواكب أرقى المعايير العالمية، ونفتح لهم نافذة واسعة على البحث العلمي، والتطبيق العملي، والشراكات الدولية.
إنني فخورة جداً بانتمائي إلى جامعة العقبة للعلوم الطبية، وفخورة بأن أكون جزءاً من قصة تبدأ من الجنوب، لكنها تمتد لتُسهم في بناء أردن أكثر صحة، وأكثر نهضة، وأكثر إنسانية.
فهذه الجامعة ليست مجرد مقاعد ومحاضرات… إنها رسالة وطنية، ورحلة أمل، ومكان يصنع المستقبل بوعي وصدق وإخلاص.






