صدى الشعب – كتبت د.هلا رمضان المواجده
في الوقت الذي تواصل فيه مؤسّساتنا الأمنية أداء واجبها الوطني في الرمثا وعمّان وكافة محافظات المملكة بكفاءةٍ وثبات، يبرز في المقابل مشهدٌ غير منسجم مع مكانة قلعة العقبة؛ ذلك الصرح التاريخي الذي يمثّل ركيزةً مركزية في الذاكرة الوطنية، وشاهدًا موثوقًا على مسار الدولة منذ بداياتها.
فالقلعة ليست مجرّد معلم أثري، بل رمز سيادي يختزن إرث الثورة العربية الكبرى ويجسّد قيمة وطنية عميقة. ومن هذا المنطلق، فإن أيّ سلوكٍ غير مسؤول أو صورةٍ لا تليق بمكانها لا تُعدّ مساسًا بالمكان فحسب، بل طعنًا في الوعي الوطني الذي يفترض به أن يحمي رموزه ويحترم إرثه ويحافظ على المواقع التي ارتبطت بتاريخ التضحيات وبناء الدولة.
ورغم ما قد يظهر من ممارسات فردية طارئة لا تعبّر عن وعي المجتمع الأردني، يبقى الأردن قويًا بثوابته ومؤسّساته، وبوجود رجال أمنٍ أوفياء يعملون بصمت ويؤدّون رسالتهم بكفاءة عالية.
إن فرسان الحق في جهاز المخابرات العامة وسائر الأجهزة الأمنية يشكّلون سياج الوطن المنيع، وركن الاستقرار الذي لا يتزعزع، وعيونه الساهرة التي تسبق الخطر وتحفظ أمن الوطن وسلامة مواطنيه.
هم رجالٌ يعملون بعيدًا عن الأضواء، ولا ينتظرون الثناء، بل ينفّذون واجبهم الوطني بمنتهى الانضباط والالتزام، مؤمنين بأن خدمة الأردن شرفٌ ومسؤولية ورسالة.
وقد أثبتت التجارب الوطنية المتعاقبة أن هذه الأجهزة كانت وما زالت نقطة الارتكاز التي تعتمد عليها الدولة في حماية استقرارها، وصون مكتسباتها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات، بما يرسّخ ثقة القيادة والشعب بدورها المحوري.
إن صون الرموز الوطنية، والحفاظ على الهوية الجامعة، وتعزيز أمن المجتمع، هي مسؤوليات تتكامل فيها الجهود الرسمية والشعبية، وتنهض بها الأجهزة الأمنية بكفاءة عالية، لتبقى راية الأردن مرفوعة ودولته قوية وشعبه مطمئنًا.
نسأل الله أن يحفظ الأردن أرضًا وملكًا وشعبًا وجيشًا وأجهزةً أمنية، وأن يديم نعمة الأمن والاستقرار تحت مظلة القيادة الهاشمية الحكيمة.
عضو المجلس المركزي لحزب الميثاق الوطني/العقبة






