صدى الشعب – ليندا المواجدة
يشهد مجلس النواب حالة واضحة من الجمود السياسي في ملف توزيع رئاسات اللجان الدائمة رغم تشكيل 17 لجنة بالتوافق من دون أن تؤول أي رئاسة واحدة إلى الكتلة الإسلامية حتى اللحظة، في مؤشر يعكس حجم التعقيدات داخل الكتل وصعوبة الوصول إلى تفاهمات مستقرة.
ورغم اكتمال عضوية اللجان، إلا أن انتخاب الرؤساء ما يزال عالقًا داخل عدد من اللجان التي تشهد أكثر من مرشح، ما يجعل الحسم مرهونًا بمفاوضات اللحظة الأخيرة، أو بالذهاب نحو الانتخابات الداخلية التي قد تزيد من التوتر داخل المجلس بدل أن تحلّه.
وتشير المصادر إلى أن الخلافات داخل الكتل الكبرى تتمحور حول توزيع “المقاعد الذهبية” أي رئاسات اللجان ذات الوزن السياسي والتشريعي، وسط رغبة واضحة من كل كتلة في تثبيت نفوذها خلال الدورة الحالية وفي المقابل، يطمح الإسلاميون إلى الحصول على رئاسة لجنة واحدة على الأقل، لكن المؤشرات حتى الآن لا تمنحهم أي حظوظ فعلية في ظل تشابك المصالح داخل الائتلافات.
هذا التعثر في حسم الرئاسات يعطّل انطلاق اجتماعات اللجان رسميًا، ويؤخر ترتيب الملفات التي تتطلب جلسات استماع خصوصًا تلك التي تتعلق بمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة، إذ إن انتخاب رؤساء اللجان خطوة أساسية لبدء الاستعدادات لجلسات السماع المقررة مع الوزارات والمؤسسات الحكومية.
ويرى مراقبون أن استمرار حالة الشد والجذب داخل المجلس يؤشر إلى أزمة توافقات أعمق في بنية الكتل النيابية، ويؤكد أن مشهد توزيع النفوذ داخل المجلس ما يزال في طور إعادة التشكل، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستسفر عنه الأيام المقبلة .






