صدى الشعب – خاص
تشكل الفعاليات والمهرجانات الزراعية نموذجاً حياً لنهضة القطاع الزراعي في المملكة خلال السنوات الأربع الماضية، حيث باتت خطوة مهمة في مسار تطوير هذا القطاع الحيوي الذي يمثل ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد الوطني. فمع تنامي الاهتمام الحكومي والمؤسسي بدعم المزارعين وتعزيز الإنتاج الزراعي، تزايدت المبادرات الهادفة إلى تحسين جودة المنتجات، وتوسيع أسواق التسويق، وخلق فرص اقتصادية جديدة في المناطق الريفية.
وفي هذا السياق، تنطلق يوم بعد غدٍ الخميس 20-11-2025، برعاية مدير عام مؤسسة الإقراض الزراعي، المهندس محمد دوجان، فعاليات مهرجان الزعفران الثاني، أحد أبرز المهرجانات الزراعية الداعمة لمنتجات المرأة الريفية والسيدات في المحافظات. ويُقام المهرجان في مزرعة الزعفران بقرية دحل في محافظة المفرق، التي تبعد 10 كم عن مدينة جرش، ليؤكد أهمية هذا المشروع الزراعي الواعد الذي أصبح علامة مميزة للمنتج الزراعي الأردني.
وتُعد زراعة الزعفران حديثة نسبياً في الأردن؛ فبعدما كانت المملكة تستورده بملايين الدنانير، نجحت خلال السنوات الأخيرة في التحول إلى مرحلة الإنتاج من خلال 8 مزارعين متخصصين، مع سعي حكومي لرفع العدد إلى 50 مزارعاً بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتوطين هذا المحصول ذي القيمة الاقتصادية العالية، بل ويتجاوز الطموح ذلك إلى الدخول في مرحلة التصدير مستقبلاً.
وتبرز أهمية هذه المهرجانات في قدرتها على تسليط الضوء على التنوع الزراعي الأردني ودعم المحاصيل المحلية ذات القيمة المضافة، مثل الزعفران، إضافةً إلى دورها في تحفيز الابتكار في أساليب الزراعة والتسويق بما ينسجم مع تطلعات وزارة الزراعة والمؤسسات المعنية في تعزيز صمود المزارع الأردني أمام التحديات الاقتصادية والمناخية.
كما تشكل هذه الفعاليات منصة فاعلة للتواصل بين المزارعين والمستثمرين والشركات الزراعية، ما يعزز الشراكات في مجالات التصنيع الزراعي والتسويق، ويفتح آفاقاً جديدة أمام المزارعين لزيادة الدخل وتحقيق الاستدامة الاقتصادية في المناطق الريفية. وهنا تبرز مسؤولية المؤسسات العامة والخاصة في دعم هذه المهرجانات والمساهمة في تسويقها، نظراً لدورها الحيوي في تشجيع المزارعين على التوجه نحو الزراعات ذات العائد المرتفع، وتقليص نسب البطالة والفقر.
وبذلك، تغدو هذه المهرجانات مثالاً واضحاً على رؤية المملكة في بناء قطاع زراعي قوي، يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وتمكين الشباب والسيدات، وتعزيز النمو الاقتصادي في الريف و الذي عملت على نهوضه وزارة الزراعة خلال السنوات الاربعة الماضية.
