صدى الشعب – كتب آلاء سلهب التميمي
جولة جلالة الملك عبدالله الثاني في دول شرق آسيا لم تكن مجرد زيارة عابرة أو نشاط دبلوماسي روتيني، بل خطوة استراتيجية عميقة المعنى تعكس حرص القيادة الهاشمية على البحث عن فرص حقيقية تُسهم في تعزيز قوة الاقتصاد الأردني.
ومع عودة جلالته إلى أرض الوطن، حمل منشوره عبر منصة “إكس” رسالة شكر للدول التي زارها، وإشارة واضحة إلى أهمية المباحثات التي جرت مع اليابان وفيتنام وسنغافورة وإندونيسيا وباكستان.
هذه الدول ليست مجرد محطات في جولة رسمية، بل تمثل قلب النمو الاقتصادي العالمي، ومصدرًا هائلًا للخبرات والتكنولوجيا والاستثمارات التي يحتاجها الأردن اليوم أكثر من أي وقت مضى.
تكمن أهمية هذه الزيارات في أنها تفتح أمام الأردن نافذة واسعة على الشرق الآسيوي؛ المنطقة التي تُعد محرّكًا أساسياً للنمو العالمي، وتمتاز بتقدمها الصناعي والتكنولوجي واستقرارها الاقتصادي.
إن بناء علاقات متينة مع هذه الدول يعني تعزيز قدرة الأردن على إدخال التكنولوجيا المتقدمة، وتطوير قطاعات جديدة، وتنويع مصادر الاستثمار بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على أسواق محددة.
كما أنّ توسيع الشراكات مع هذه الاقتصادات الواعدة يضع الأردن في موقع يسمح له بالاستفادة من فرص الابتكار، وتحسين تنافسية منتجاته، والانفتاح على أسواق ضخمة يمكنها استيعاب الصناعات الأردنية ودعم القطاع الخاص.
ولا يمكن النظر إلى هذه الجهود الملكية إلا من زاوية الإصرار على النهوض بالاقتصاد الوطني من خلال بناء علاقات دولية قوية.
فقد أثبت جلالة الملك، مرة بعد أخرى، أن الدبلوماسية الاقتصادية هي الطريق الأساسي لتعزيز فرص الأردن، وأن الانفتاح على العالم هو السبيل لجلب مشاريع جديدة وفرص عمل وتنمية مستدامة.
وفي الوقت الذي يعاني فيه العالم من تقلبات اقتصادية، يتحرك الأردن بثقة بفضل رؤية ملكية تدرك أن المستقبل لا يُنتظر، بل يصنع عبر الجهد والبحث عن الشراكات التي تحقق الفائدة للوطن والمواطن.
إن ما يقوم به جلالته يُعد درسًا لكل مسؤول أردني: العمل الجاد، واستشراف المستقبل، والانفتاح على العالم ليست رفاهية، بل ضرورة وطنية.
فإذا كان قائد البلاد يجوب العالم بحثًا عن فرص تنهض بالاقتصاد الأردني، فإن واجب كل مسؤول أن يعمل بالروح نفسها، وأن يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
ختامًا، تعكس هذه الجولة الملكية مدى حرص الأردن على ترسيخ مكانته الدولية، وتعزيز علاقاته مع القوى الاقتصادية الصاعدة، وبناء جسور تعاون تعود بالنفع المباشر على الاقتصاد الأردني.
وإنها خطوة في مسار طويل نحو مستقبل أكثر ازدهارًا، وأمل جديد يبعث الثقة في قدرة الأردن على المنافسة والنهوض، بقيادة ملك يعمل بلا كلل من أجل رفاهية شعبه.
