صدى الشعب – بقلم : فيصل تايه
منذ اللحظة التي أعلنت فيها وزارة التربية والتعليم الأردنية عن إطلاق منصة سراج ، سعياً كي يكون التعليم في المملكة أكثر وضوحا، وأكثر استعداداً لمواجهة تحديات المستقبل المعرفي ، لذ ان “سراج” ليست مجرد منصة رقمية، وليست مجرد أداة، بل هي رؤية، رؤية تربوية متكاملة، وشريان معرفي، وتجربة حية تمزج بين الذكاء الاصطناعي والرؤية التربوية العميقة والالتزام الوطني ، لتضع الطالب في قلب العملية التعليمية، وتمكن المعلم من أداء دوره الإرشادي بكفاءة وعمق، وتزود الإدارة التربوية بأدوات دقيقة لصنع القرار، لتصبح كل خطوة في العملية التعليمية محسوبة، مستندة إلى بيانات، ومرتبطة بأهداف المملكة الوطنية.
الطالب الذي يستخدم منصة “سراج” يعيش تجربة تعلم تتجاوز حدود الصف التقليدي، تجربة تتجاوز التلقين، لتصبح رحلة اكتشاف مستمرة، رحلة تفكير، رحلة فهم، رحلة بناء شخصية واعية ومبدعة ، فالمنصة تمنحه القدرة على الاستفسار والمراجعة والتفاعل الذكي مع المفاهيم الدراسية، فتتفتح قدراته على التفكير النقدي، وتغدو مهاراته في حل المشكلات أكثر صلابة وعمقًا ، حيث ان “سراج” تمنح الطالب الاستقلالية، وتمنحه الحرية، وتحفزه على الإبداع، فتتحول عملية التعلم من مهمة روتينية إلى ممارسة ممتعة وفاعلة، رحلة تعلم متكاملة، رحلة فهم عميق، رحلة استعداد لمستقبل معرفي واعد.
أما المعلم ، فهو يجد في “منصة سراج” شريكاً تربوياً حقيقياً ، يعيد له زمام المبادرة ويخفف عنه الأعباء الروتينية، ليتمكن من التركيز على الإبداع، على التوجيه، على صقل مهارات الطلبة، على الإلهام ، فالمنصة تمنحه أدوات متقدمة لإعداد الدروس وتصميم الأنشطة والاختبارات، وتزوده بأساليب مبتكرة لعرض المفاهيم بطريقة محفزة ومؤثرة ، وهكذا يتحول المعلم من ناقل معلومات إلى قائد تربوي حقيقي، يرشد، يوجه، يحفز، ويشارك، ويصنع فرقاً في كل صف، في كل لحظة تعليمية ، وبذلك فالمعلم يصبح مرشداً ، والمعلم يصبح قائداً ، المعلم يصبح ملهماً .
أما على مستوى المنظومة التعليمية بأكملها، فالمنصة تسهم في خلق بيئة تعليمية ذكية، متكاملة، متصلة، وفعالة ، اذ ان الربط المباشر مع المناهج والكتب المدرسية يوفر اتساقاً معرفياً وموثوقية عالية في المعلومات، بينما تتيح الإدارة التربوية أدوات تحليلية متقدمة لمتابعة أداء الطلاب والمعلمين، واكتشاف الفجوات، وصياغة السياسات التربوية المدعومة بالبيانات لتصبح عملية اتخاذ القرار أكثر علمية وفاعلية، وتتحقق مخرجات تعليمية ملموسة، وتتحول المدارس إلى مراكز تعلم متطورة تعكس رؤية المملكة في التعليم الذكي والمواكب للعصر الرقمي.
يجب ان نعي تماماً ان التحديات موجودة بلا شك ، تحديات متعلقة بالبنية التحتية، والتدريب، وحماية البيانات، وضمان الجودة، لكنها تتحول إلى فرص للتطوير المستمر، لتعميق التكامل بين التكنولوجيا والتعليم، وتمكين المنصة من التوسع وربطها بالمستويات التعليمية المختلفة، اضافة الى استثمار البيانات لتعزيز الاستراتيجيات الوطنية، وبناء أجيال واعية ومبدعة، ومؤهلة لمستقبل معرفي واعد ، حيث التحديات تتحول إلى فرص، والصعوبات تتحول إلى أدوات، والمعوقات تتحول إلى محركات للتطوير، وهذا بالضبط ما تحققه “منصة سراج” في كل لحظة تعليمية.
لا بد من التأكيد ان قوة “منصة سراج” الحقيقية تكمن في قدرتها على الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والرؤية التربوية العميقة ، فهي تمنح الطالب القدرة على التعلم المستمر، وتدعم المعلم في أداء دوره الإرشادي، وتزود الإدارة بأدوات دقيقة لصنع القرار، لتصبح حجر الزاوية في بناء منظومة تعليمية ذكية، شاملة، ومستدامة. بفضل هذا التكامل، تتحول سِراج إلى منصة استراتيجية لا غنى عنها، أداة لا يمكن الاستغناء عنها، تجربة لا تنسى، ورؤية تربوية تتحقق على أرض الواقع، لتعد الأجيال القادمة لمستقبل معرفي متكامل، يضع الأردن على خريطة التعليم المتقدم عالمياً .
بقي ان اقول ان “منصة سراج” اليوم ، ليست خياراً إضافياً ، وليست مجرد أداة، بل هي التوازن الحقيقي بين الابتكار والعملية التعليمية، بين الطالب والمعلم، بين التكنولوجيا والرؤية التربوية ، بل أداة استراتيجية للرصد، وللتحليل، وللتطوير المستمر، ومرجع موثوق لكبار المسؤولين في رسم السياسات التعليمية المستقبلية، وضمان استدامة جودة التعليم، وتحقيق رؤية المملكة الطموحة نحو تعليم رقمي متقدم، قادر على إعداد جيل يواكب العصر، ويصنع المستقبل بكل جدارة واقتدار.
والله ولي التوفيق
مع خالص التحية
