صدى الشعب – ليندا المواجدة
عقد السفير حسن صالح سوار الذهب، سفير جمهورية السودان لدى المملكة الأردنية الهاشمية، مؤتمرًا صحفيًا تناول فيه التطورات الأخيرة للأوضاع في السودان، خاصة الأوضاع المأساوية والانتهاكات التي جرت في مدينة الفاشر.
وقال سوار الذهب في حديثه لـ”صدى الشعب” إن حكومة السودان تواجه تمرد ميليشيا الدعم السريع، مؤكدًا أن الحرب سببها الرئيسي هذا التمرد الذي سعى للاستيلاء على السلطة بالقوة منذ فجر 15 أبريل 2023.
وأوضح السفير أن هناك دعمًا إقليميًا ودوليًا للميليشيا يشمل تسليحًا متطورًا وشراء مرتزقة، ما أدى إلى تمدد الحرب زمنياً وشجع الميليشيا على ارتكاب مجازر مروعة ضد المدنيين في مدن مثل الجنينة والفاشر والهلالية وغيرها.
وعلى الصعيد العسكري، أبرز سوار الذهب صمود الجيش السوداني في مواجهة الميليشيا، مشيرًا إلى أن الجيش يسيطر على عدة ولايات، بينما تستخدم الميليشيا تكتيكات غير أخلاقية مثل هجمات الطائرات المسيّرة على المقدرات المدنية والمواطنين.
اقتصاديًا، أشار السفير إلى أن الصراع أدى إلى تدهور كبير، فيما يشهد المستوى الإنساني نقصًا غذائيًا محدودًا بسبب حصار الميليشيا لعدد من المناطق، مع استمرار جهود الحكومة، بمساعدة العديد من الجهات، في تسهيل وصول المساعدات رغم تعنت قيادة ميليشيا الدعم السريع المتمردة واعتداءاتها المتكررة على قوافل الإغاثة.
وفيما يخص مبادرات الحل، أوضح سوار الذهب أن الحكومة السودانية تلتزم باتفاق جدة وتتحفظ على مبادرة الرباعية، وتصر على إشراكها في أي مفاوضات تعنيها، وعلى النص في أي مبادرة على الانسحاب الكامل لميليشيا الدعم السريع المتمردة من المناطق المدنية، وتجميع مقاتليها في معسكرات، وتسليم أسلحتهم، ووقف هجماتهم على المدنيين.
وأضاف أن الحكومة ترفض المساواة بين الدولة ذات السيادة والميليشيا المتمردة، وترفض مبدأ وضعهما على عتبة أخلاقية واحدة، مشيرًا إلى أن الحكومة السودانية لديها تحفظات على بعض أطراف الرباعية. واستطرد سعادته إلى أن حكومة السودان ترحب بالمبادرة الأمريكية للهدنة، ذلك الترحيب المشروط بعدم التهاون مع المتمردين وحرمانهم من مواصلة التعبئة العسكرية، مع تأكيد أن الحل النهائي يجب أن يكون، بعد الفراغ من الحل الأمني، بابتدار عملية سياسية بقيادة مدنية وإعادة بناء الدولة، وفتح الباب لمفاوضات سلام شاملة تحافظ على وحدة وسيادة السودان وتفتح الطريق لانتقال ديمقراطي سلس يرجوه الجميع.
وردًا على سؤال “صدى الشعب” حول ما إذا كانت الأحداث في مدينة الفاشر تُنقل بعدالة في وسائل الإعلام الدولية، قال السفير سوار الذهب إن الكثير من وسائل الإعلام لم تُنصف ما يجري في الفاشر، مشيرًا إلى وجود تضليل إعلامي ونقص في التغطية يخدم رواية الميليشيا المتمردة. وأوضح أن الانتهاكات ضد المدنيين في الفاشر وغيرها من المدن السودانية لم تلقَ الاهتمام المطلوب دوليًا، وأن بعض وسائل الإعلام “تُسهم في تشويه الحقائق من خلال المساواة بين الدولة والميليشيا أو تبرير أفعال المتمردين”، مؤكدًا أن الحكومة السودانية حريصة على نقل الصورة الحقيقية للعالم عبر القنوات الدبلوماسية والإعلامية الرسمية .






