القادري لـ”صدى الشعب”: نمو صادرات قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات بنسبة 3% منذ بداية العام
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
حقق قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات نموًا بنسبة 3 بالمئة خلال الفترة من بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر آب الماضي، وفقًا لممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات في غرفة صناعة الأردن أيهاب القادري.
وأوضح القادري خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن قيمة الصادرات بلغت 1.686 مليار دولار مقارنة مع 1.636 مليار دولار للفترة ذاتها من عام 2024.
وأكد أن هذا الأداء الإيجابي جاء رغم الظروف الاقتصادية والتجارية والإقليمية غير المستقرة، ما يعكس مرونة القطاع وقدرته على التكيّف والحفاظ على حصته في الأسواق التقليدية، إلى جانب التوسع في أسواق جديدة.
وأشار إلى أن الألبسة الجاهزة استحوذت على نحو 90 بالمئة من إجمالي صادرات القطاع، الأمر الذي يبرز الدور المحوري لهذا النشاط ضمن مكونات القطاع الصناعي.
المكسيك سوق جديدة بنسبة نمو 20%وارتفاع الطلب الأوروبي
وقال إن النمو المتحقق يعود أساسًا إلى التوسع في الصادرات وتحسن الطلب الخارجي على المنتجات الأردنية، خصوصًا في الأسواق الأوروبية، مبينًا أن العديد من المصانع الأردنية عملت خلال الفترة الماضية على تطوير خطوط إنتاجها ورفع كفاءة الجودة والإدارة والتصميم بما يتوافق مع المعايير الأوروبية والدولية، ما عزز الثقة بالمنتج الأردني ورفع قدرته التنافسية.
وأضاف أن القطاع استفاد من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط الأردن بكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي أسهمت في تسهيل نفاذ المنتجات الأردنية إلى الأسواق ذات القدرة الشرائية العالية، مؤكداً أن محرك النمو الأساسي للقطاع كان التصدير وليس فقط زيادة الطاقة الإنتاجية.
وأوضح أن الأسواق الأوروبية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على المنتجات الأردنية، حيث سجلت إيطاليا وألمانيا أعلى نسب نمو في الصادرات بنسبة 121% و97% على التوالي، في حين سجلت المملكة العربية السعودية نموًا في الاستيراد بنسبة 24%، مدفوعة بجودة المنتج الأردني واستقرارية التوريد.
أما في أميركا اللاتينية، فقد توسعت الصادرات إلى المكسيك بنسبة 20%، ما يشير إلى دخول أسواق جديدة ذات إمكانات نمو مستقبلية وفقًا لما أكده القادري.
وأشار إلى أن الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة الأميركية حافظت على نمو نسبته 5% رغم فرض رسوم جمركية جديدة، وهو ما يعكس صلابة شبكة العلاقات التجارية الأردنية-الأميركية وقدرة القطاع على الحفاظ على تنافسيته.
ارتفاع كلفة المواد الأولية المستوردة أبرز التحديات
وفيما يتعلق بالتحديات، أشار إلى أن الصناعات الجلدية والمحيكات ما تزال تواجه ارتفاع كلفة المواد الأولية المستوردة، التي تشكل نحو 60% من إجمالي كلفة الإنتاج، الأمر الذي يجعل المصانع عرضة لتقلبات الأسعار العالمية وسعر الصرف وكلف النقل الدولي.
كما أضاف أن ارتفاع تكاليف الشحن والنقل، خاصة في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، ينعكس على أسعار المنتج الأردني مقارنة بمنافسيه في الأسواق الخارجية.
وأشار إلى أن قرار الولايات المتحدة الأخير بفرض رسوم جمركية جديدة يشكل تحديًا إضافيًا للقطاع نظرًا لأهمية السوق الأميركية للصادرات الأردنية، مبينًا أن استمرار هذه الرسوم سيضغط على هوامش الربحية ويستلزم تطوير حلول مبتكرة للحفاظ على القدرة التنافسية.
وأكد إلى الحاجة إلى تعزيز سلاسل التوريد المحلية وتقليل الاعتماد على المواد الأولية المستوردة، من خلال الإسراع في تنفيذ مشروع مؤسسة التمويل الدولية لإنشاء تجمع لصناعة المحيكات، إلى جانب تطوير حلول تمويلية وتشغيلية تدعم المصانع في مواجهة تقلبات الطلب وارتفاع الكلف.
وقال إن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدًا من العمل لتحسين التكامل الرأسي والأفقي داخل القطاع، بما يسهم في تقليل زمن وكلفة الإنتاج ورفع القدرة على الاستجابة السريعة لاحتياجات الأسواق العالمية.
تجمع صناعي متكامل للمحافظ على تنافسية المنتج الأردني عالميًا
وبيّن أن هناك مشروعًا استراتيجيًا قيد التنفيذ لإنشاء تجمع صناعي متكامل لقطاع الصناعات الجلدية والمحيكات بدعم من مؤسسة التمويل الدولية، حيث وصل المشروع إلى مراحل متقدمة شملت إنجاز دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية، ويجري حاليًا إعداد الحوافز الاستثمارية وتحديد الموقع الجغرافي للمجمع، إلى جانب وضع خطة ترويجية لاستقطاب الاستثمارات والأيدي العاملة الأردنية.
وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى سد فجوات سلسلة التوريد وتقليل زمن التسليم ورفع القدرة التنافسية للمنتج الأردني عالميًا، بما يتسق مع مرتكزات رؤية التحديث الاقتصادي 2033.
وأشار إلى أن الصناعات الجلدية والمحيكات تُعد من أكبر القطاعات الصناعية المساهمة في التشغيل، إذ تضم أكثر من 1,000 منشأة وتشغّل نحو 96 ألف عامل وعاملة، تشكل العمالة المحلية منهم 31%، فيما تشكل النساء حوالي 70%، ما يجعل القطاع من أبرز الداعمين لتمكين المرأة الأردنية اقتصاديًا واجتماعيًا.
وبيّن أن القطاع يُعد من أكثر القطاعات المولدة لفرص العمل للأردنيين، خصوصًا من خلال برنامج الفروع الإنتاجية الذي يسهم في نقل فرص التشغيل إلى المحافظات وتمكين المجتمعات المحلية.
وأشار إلى أنه تم مؤخرًا افتتاح مصنع الموجب للألبسة التابع لشركة الزي لصناعة الألبسة الجاهزة في *منطقة الموجب بلواء القصر بمحافظة الكرك، ضمن المبادرة الملكية للفروع والوحدات الإنتاجية، حيث يضم المصنع خطي إنتاج مجهزين بـ 126 ماكينة بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 500 قطعة يوميًا، ويعمل فيه حاليًا 95 عاملًا وعاملة جميعهم من أبناء المنطقة، مع خطة لرفع العدد إلى 220 فرصة عمل خلال السنة الأولى من التشغيل الكامل، بما يسهم في تمكين المرأة والشباب وتعزيز النشاط الاقتصادي في المنطقة.
وأكد أن التوقعات للربع الأخير من العام إيجابية، خاصة مع استمرار الطلب في الأسواق الأوروبية والعربية، مشيرًا إلى أن وتيرة النمو ستظل مرتبطة باستقرار حركة الشحن الدولية وتكاليف المواد الخام.
وأضاف أنه في حال استقرار الظروف، من المتوقع أن يستمر النمو بمعدل مقارب لما تحقق خلال الأشهر الماضية، مع استعداد المصانع للتوسع في العقود التصديرية لعام 2026.






