صدى الشعب – ليندا المواجدة
قال النائب فراس القبلان إن ما يجري اليوم في الأردن يعكس مشهدين متناقضين تمامًا: شخص يشتري تذكرة لحفل غنائي بألف دولار، وآخر يشتري الخبز بالدين.
وأضاف القبلان أن في الوقت الذي يعيش فيه غالبية الأردنيين ضيق الحال، ويقترضون ثمن الخبز وحاجاتهم الأساسية، تُقام في بعض مناطق المملكة حفلات باهظة الكلفة، تُباع فيها التذاكر بما لا يقل عن ألف دولار للشخص الواحد، إضافة إلى تكاليف الفنادق والسفر، لتصل كلفة المشاركة إلى ما بين ألفٍ وألفي دولار لحضور ليلة واحدة فقط.
وأشار إلى أن هذه الحفلات تُقام في مناطق مثل العقبة والبحر الميت وأحيانًا في المدينة الوردية – البتراء – التي كان يفترض أن تبقى رمزًا للحضارة لا مسرحًا لمظاهر الإسراف والاستهتار بمعاناة الناس.
وبيّن القبلان أن معظم المشاركين في تلك الفعاليات ينتمون إلى فئة محدودة جدًا، في وقتٍ يزداد فيه عدد المطلوبين للتنفيذ القضائي والمدينين للبنوك، ومَن اضطروا إلى الاستدانة لتأمين احتياجاتهم اليومية.
وأكد أن ما يحدث اليوم ليس مجرد مناسبات غنائية، بل صورة حية لاختلال التوازن الاجتماعي في الأردن، ولتآكل الطبقة الوسطى التي كانت تمثل صمّام الأمان للمجتمع، لتبقى الفجوة واسعة بين من يملك كل شيء ومن لا يملك شيئًا.
وشدد القبلان على أن هذه الحالة هي نتيجة طبيعية لسياسات حكومية ارتجالية أرهقت المواطن وأضعفت قدرته الشرائية، وسمحت بانقسام المجتمع إلى طبقتين متناقضتين: قلةٌ تملك بلا حدود، وأكثريةٌ تكابد العجز والديون.
وختم القبلان بالقول: لقد حان الوقت لإعادة النظر في الاتجاه العام للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، فالمجتمعات لا تُقاس بما يُنفق على الحفلات، بل بما تُقدّمه من عدالة وكرامة لأبنائها






