صدى الشعب – د.محمود أحمد السعود
يمر اليوم 3 تشرين الثاني ، لتكتمل معه خمس سنوات غاب عنها قامة لم يكن لها مثيل في الصدق والعطاء، الحاج يحيى محمد محمود السعود (أبو محمد).
غيابه ترك فينا جميعًا، نحن أهله ومحبيه وناسه، فراغًا لا يملأ. أتذكر اليوم يحيى الإنسان، قبل النائب، أتذكرهُ الأب الروحي إذ كان يحيى سقفًا حاميًا للجميع، ملجأ لمن ضاقت به السبل، لا يردّ طالب حاجة، ولا يغلق بابه في وجه محتاج. كانت يده تمتد بالخير والعون بتلقائية لا تنتظر الشكر، وكأنه يرى في خدمة الناس واجبًا مقدسًا.
أتذكرهُ الشجاع بصدق في حين لم تكن شجاعته مجرد كلمات؛ بل كانت مواقف حقيقية يدافع فيها عن الحق، مهما كلفه الثمن. كان صوتًا نقيًا صادحًا بالهموم التي لا يجرؤ غيره على البوح بها. كان يمثل ضمير الشعب في أبسط وأعمق معانيه.
أتذكرهُ القريب من القلب حين كان رغم صرامته الظاهرة في الدفاع عن القضايا، يحمل قلبًا دافئًا ومحباً.
لم يغب عن بالنا يومًا، فالأثر الطيب لا يزول، والذكريات الجميلة تبقى خالدة كشاهد على سيرة رجل حفر اسمه في وجدان مدينته ووطنه.
إنني أستذكر اليوم بفخر واعتزاز، هذا المسار المضيء من التضحية والإخلاص. هؤلاء الرجال لا يموتون بالرحيل، بل يخلدون بالعطاء الذي تركوه.
رحمك الله يا أبا محمد، رحمة واسعة، وجزاك عن كل يد مدت لها العون خير الجزاء. اللهم اجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة.






