صدى الشعب – عرين مشاعلة
حقق مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي نجاحًا طبيًا بارزًا، تمثل في إجراء عملية نوعية لاستئصال بؤرة صرعية دماغية لمريضة تبلغ من العمر 22 عامًا، تعاني من صرع مقاوم للعلاج الدوائي، بإشراف فريق طبي متخصص.
وأوضح الفريق الطبي، المكون من الدكتور أحمد ياسين، استشاري أمراض الدماغ والأعصاب والصرع، والدكتور عامر جرادات، استشاري جراحة الدماغ والأعصاب، أن المريضة كانت تعاني من نوبات صرعية متكررة رغم استخدام أدوية متعددة، وأظهرت صور الرنين وتخطيط الدماغ وجود خلل قشري بؤري مسؤول عن نوباتها.
وأشار الدكتور ياسين إلى أن تقييم المريضة قبل الجراحة شمل تخطيط الدماغ مع الفيديو الطويل، وصور نووية وبوزيترونية، وصور رنين وظيفية لتحديد مناطق اللغة والحركة وضمان سلامتها أثناء العملية. وأضاف أن الفريق استخدم تقنيات متقدمة لتحديد الوظائف الحركية والحيوية في الدماغ، مع تسجيل النشاط الكهربائي مباشرة خلال الجراحة لضمان دقة الاستئصال وسلامة الوظائف العصبية.
وخلال العملية، أظهرت الاختبارات النسيجية الفورية وجود الخلل القشري البؤري، وتم استئصال المنطقة المصابة بنجاح، بينما حافظت المريضة على كامل وظائفها الحركية، واستفاقت في غرفة الإنعاش بحالة مستقرة دون أي عجز عصبي.
وأكد الدكتور جرادات أن جراحة الصرع من العمليات الدقيقة والمعقدة، التي تهدف إلى تحسين حياة المرضى وإيقاف نوبات الصرع دون التأثير على وظائف الدماغ، مشيرًا إلى دور طبيب أمراض الصرع في تحديد مكان البؤرة بدقة ومراقبة الوظائف العصبية أثناء العملية.
من جانبه، شدد مدير مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، الأستاذ الدكتور حسان البلص، على حرص المستشفى المستمر على تطوير التداخلات الطبية المتقدمة وتعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، بما يواكب أحدث المستجدات الطبية على المستوى المحلي والإقليمي.
وتُعد هذه العملية نموذجًا متقدمًا للتقنيات الطبية الدقيقة، وحققت آفاقًا واعدة في علاج الصرع المقاوم للأدوية، ما يعزز فرص تحسين جودة حياة المرضى الشباب وتمكينهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.






